دفع حادث انتحار شخص، مساء أمس الثلاثاء، برمي نفسه من الطابق الرابع بجناح "أ"، المخصص للطلاب بالحي الجامعي بوجدة، آلاف الطلبة إلى الخروج في مسيرة احتجاجية، من الحي الجامعي والكليات الثلاثة (الأداب والحقوق والعلوم) المجاورة للحي، في اتجاه ولاية الجهة الشرقية، حيث طالبوا السلطات المحلية بالتدخل لتحسين ظروف عيشهم داخل الحي الجامعي. وتمكن الطلبة من الوصول إلى غاية مقر ولاية الجهة في الوقت الذي لم يكونوا يتجاوزوا المدارة الواقعة بشارع محمد السادس بالقرب من إقامة القنصل الجزائري، حيث كشف مصدر مطلع أن قوات الأمن حاولت منعهم من التقدم في البداية على مستوى شارع محمد الخامس، إلا أن إصرارهم مكنهم من تجاوز الحاجز الأمني. ويجوب الطلبة منذ انطلاق الموسم الجامعي الكليات والحي الجامعي بالمسيرات الاحتجاجية، وفي كل مرة يخرج فصيل من الفصائل الطلابية النشطة بجامعة وجدة بملف مطلبي، غير أن المطالب التي يجمع الطلبة على المطالبة بتحقيقها تنحصر بالأساس في تحسين ظروف الإقامة في الحي الجامعي مع تمكين البعض من الإقامة، وفتح مطعم الحي. أما بخصوص المشاكل التي يتخبط فيها الطلبة من داخل الكليات، فالعديد منهم يؤكدون استمرار رفض تسجيل بعض الطلبة الحاصلين على شهادة باكالوريا قديمة، رغم صدور أحكام سابقة لفائدة طلبة بكلية الحقوق سبق للإدارة أن رفضت تسجيلهم. كما يطالب الطلبة بتسوية مشكل النقل الحضري، بحيث بات الملف الأكثر أهمية، خاصة بالنسبة للطلبة القاطنين خارج الحي الجامعي. فمنذ انطلاق الدراسة وهم يطالبون بتوفير خطوط مباشرة وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وقاموا في أكثر من مناسبة باعتراض حافلات النقل ومنعها من الاستمرار في مزاولة مهامها كاحتجاج منهم على تردي خدمات النقل الحضري التي تقدمها الشركتين المفوض لهما بقطاع النقل الحضري بوجدة. يذكر أن الشخص الذي أقدم على الانتحار أمس، وفي الوقت الذي اعتقد مجموعة من الطلبة أن الأمر يتعلق بأحد زملائهم، قال مصدر مطلع إن الأمر يتعلق بحارس ليلي بأحد أوراش البناء، ينحدر من بلدة "تويسيت"، غير أن المصدر ذاته أكد بأن التحقيق الذي تجريه المصالح الأمنية المختصة هو الذي سيحسم في هوية الهالك.