استعانت السلطات الولائية بالقنيطرة، أول أمس، بالقوات العمومية، لتفريق احتجاجات طلابية صاخبة تسببت في قطع الطريق المؤدية إلى جامعة ابن طفيل، للتنديد بالزيادة الصاروخية التي عرفتها أثمنة تذاكر النقل الجامعي، والنقص الحاد في عدد الحافلات التي تربط الإقامة الجامعية بالكليات. وكاد هذا التدخل، الذي شاركت فيه مختلف الأجهزة الأمنية، أن يتسبب في مواجهات مع الطلبة الذين أصروا على مواصلة احتجاجاتهم ضد هذه الزيادة، وشرعوا في ترديد شعارات تشجب اعتماد السلطات المقاربة الأمنية في مواجهة المطالب المشروعة للمحتجين، ولجوء قوات التدخل إلى استعمال القوة والعنف في مواجهة متظاهرين سلميين. وانتفضت الحشود الطلابية، المنتمية إلى الفصائل الأكثر حركية داخل جامعة عاصمة الغرب، في وجه كبار المسؤولين، واتهمتهم بتقديم وعود زائفة الغرض منها ربح الوقت لامتصاص الغضب الطلابي الذي اجتاح كليات الجامعة، محذرة إياهم من الاستمرار في تجاهل المعاناة اليومية للطلبة، وغض الطرف عن تجاوزات شركة «الكرامة» المحتكرة لقطاع النقل الحضري بالقنيطرة، مؤكدة أنها تقدمت بعدة شكاوى حول تردي خدمات النقل الجامعي، إلا أنها لم تتلق غير وعود لم تتحقق إلى غاية اليوم. وتوعد الطلبة الغاضبون بالتصعيد في أشكالهم النضالية إذا لم تبادر الشركة المذكورة في أقرب الآجال إلى التخفيض من ثمن التذكرة والزيادة في عدد الحافلات واحترام المواعيد والانضباط للمسارات والاتجاهات المتفق عليها. وأعرب المحتجون عن تذمرهم الشديد من المسؤولين الذين يتجاهلون ملفهم المطلبي، وأضاف بعضهم، أن العديد من الطلبة، ورغبة منهم في الالتحاق بالدراسة في الوقت المحدد، يستعينون بسيارات الأجرة الصغيرة التي أفرغت جيوبهم، خصوصا وأن جل الطلبة من عائلات فقيرة. وأشار المتحدثون، إلى أنهم كانوا ينتظرون من المجلس الجماعي للقنيطرة، الذي يرأسه عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، أن يتدخل ليتم تعزيز خطوط النقل بالمدينة بأسطول من الحافلات الجديدة لتخفيف العبء والمعاناة التي يعيشها أبناء مدينة حلالة مع ضعف واهتراء أسطول النقل لشركة «الكرامة»، ليتفاجئوا، مباشرة بعد انطلاق الموسم الجامعي الجديد، بإلغاء الخط 14 الذي كان ينقل الطلبة بين الكليات والحي الجامعي ب»الساكنية»، والاحتفاظ فقط بالخط 30، الأمر الذي خلق أزمة اكتظاظ خانق تذمر منه مستخدمو هذا الخط.