على غرار باقي الدول الأوربية، التي يتهددها خطر الإرهاب بعد الهجمات الدرامية، التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس، شددت السلطات الإيطالية من إجراءاتها الإحتياطية، ونشرت تعزيزات امنية في مختلف المناطق الحساسة بالبلاد، والتي قد يستهدفها الإرهابيون، خاصة في المدن الكبرى كميلانو ، روما ، بولونيا ، طورينو ونابولي وغيرها . وفي هذا الصدد كتّف جهاز الإستخبارات "ديغوس " أنشطته لتوجيه الضربات الإستباقية للخلايا الجهادية. وأعلنت السلطات الأمنية بأنها ستتعامل بحزم مع كل من يثبث تعاطفه مع الإرهاب ومع الأفكار المتشددة حتى عبر الويب خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وفي هذا الإطار نفذت الشرطة الإيطالية اليوم (الإثنين) بتنسيق مع رجال المخابرات، قرارا موقعا من طرف أنجلينو ألفانو وزير الداخلية الإيطالي، والذي يقضي بالطرد الفوري لأربعة مغاربة يقيمون بمنطقة بولونيا، وكانوا متابعين امام محكمة المدينة في قضايا متعلقة بتبني الإسلام المتشدد والترويج له عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعبر مواقع إلكترونية . المغاربة الذين صدر في حقهم قرار بالترحيل إلى المغرب اليوم، كانوا يتابعون في حالة سراح، لكنهم كانوا تحت مراقبة لصيقة من طرف رجال الإستعلامات لاسيما بعد الأحداث الدرامية التي هزت العاصمة الفرنسية، وتلقي إيطاليا بدورها تهديدات من تنظيم "داعش" .هذا ورخص القضاء بتنفيذ قرار الوزير الإيطالي، وأوردت محكمة بولونيا بأنه تم إقتحام منازلهم، وتم العثور على ما يؤكد تبنيهم أفكارا متطرفة تدعو إلى الجهاد. وزير الداخلية الإيطالي أعلن في بيان وزعه على الإعلام أن المغاربة كانوا يخضعون للتحقيق منذ مدة بتهمة الإرهاب الدولي، وقد دافع عن قراره بقوله أنه جاء "للحفاظ على الامن القومي للبلد، بحكم كون المطرودين يتبنون الإسلام الراديكالي ". وتابع الوزير الإيطالي بان أحد المغاربة يعد بمثابة "معلوماتيّ" المجموعة يتكلف بنشر أفكار تدعو إلى الجهاد عبر الويب، كما ينشر طرق وتقنيات تنفيذ العمليات الإرهابية، بينما الآخرون يتقاسمون أدوارا أخرى متمثلة في نشر أفكار تدعو إلى الجهاد وإلى التطرف ومعاداة العالم الغربي.