بعد أن انتقلت عدوى الحمى القلاعية إلى المغرب، يبدو أن حالة من الخوف الشديد دبت في صفوف مربي الماشية في الجارة الشمالية (إسبانيا) في الآونة الأخيرة، مما دفعهم إلى الضغط على الوزارة المعنية في هذا البلد لمنع دخول الماشية المغربية ( رؤوس الأبقار والغنم والماعز) وواستيراد منتوجاتها، بالإضافة إلى بعض الأعلاف التي يتم بيعها في بعض أسواق المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وهو الأجراء الذي تم اتخاذه، أيضا، مع دول الجزاء وتونس وليبيا، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". وورد في الجريدة الرسمية الإسبانية أنه سيتم ابتداء من غد (السبت) اتخاذ سبع إجراءات يجب العمل بها، وذلك لمواجهة "فيروس يمكن أن ينتشر بوتيرة سريعة، خاصة عبر منتوجات الحيوانات التي مسها الفيروس أو الوسائل والمعدات التي لوثت به، بما في ذلك وسائل النقل المخصصة لنقل الماشية". كما أشار المصدر إلى أن انتشار المرض في شمال إفريقيا يضع إسبانيا بالدرجة الأولى في مرمى الفيروس، وبعد ذلك باقي دول الاتحاد الأوربي. وفي رد لوزارة الفلاحة المغربية، أكد فريد عمراوي، رئيسة شعبة الصحة الحيوانية، أنه ليس لديه علم بالخبر الذي اتخذته السلطات الإسبانية، مشيرا إلى أن المغرب لا يصدر الأبقار والأغنام والماعز إلى إسبانيا، وبذلك فهو غير معني بهذا القرار، وبخصوص منتوجات هذه الحيوانات أكد أنه لا توجد أي مشاكل بحيث تخضع للمراقبة، ويتم تصديرها في كل الشروط الصحية. من جهة، تم أيضا منع إدخال هذه الحيوانات ومنتوجاتها، بالإضافة إلى القش والتبن (…) من الداخل المغربي إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية بدعوى إمكانية نقلها للعدوى. في المقابل سمح باستيراد الخيول، مشترطة أيضا عدم نقلها في شاحنات سبق ونقلت فيها الأبقار والأغنام والماعز. بالإضافة إلى دعوتها إلى تطهير وتنظيف وسائل نقل الحيوانات المستوردة من المغرب وباقي بلدان شمال إفريقيا قبل الولوج إلى التراب الإسباني. يذكر أن قرار السلطات الإسبانية جاء على الرغم من إعلان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب أن الحالة الصحية لقطيع الأبقار متحكم فيه، وأن كل التدابير اللازمة اتخذت لمحاربة هذا المرض الذي يهدد مورد رزق عدد كبير من الفلاحين المغاربة.