منذ اكتشاف حالة مرضية خطيرة بإحدى الضيعات الفلاحية بجماعة سيدي العايدي التابعة ترابيا لإقليم سطات والتي أصابت مجموعة من رؤوس الأبقار، وتجند مختلف المصالح الأمنية والصحية والبيطرية والسلطات المحلية لهذا المرض الذي تبين فيما بعد أنه فيروس الحمى القلاعية من خلال بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية الذي أعلن عن تسجيل بؤر جديدة من ضمنها سطات ،ساد نوع من الترقب الحذر والخوف الشديد وسط الفلاحين الصغار والكبار الذين قض مضجعهم هذا الداء الخطير خصوصا أن أغلب الساكنة بمنطقة الشاوية معروفة بتربية الأبقار والأغنام . وإذا كانت الجهات المسؤولة قد قامت بواجبها في اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة هذا المرض واحتواء البؤر المسجلة والحد من انتشارها ووضع الضيعة التي اكتشف فيها الفيروس الخطير تحت المراقبة الصحية وإعدام ودفن كل رؤوس الأبقار والأغنام المصابة والمشتبه في إصابتها بالعدوى ،فان الضرورة تحتم على جميع المسؤولين المحليين والاقليميين القيام بحملات تحسيسية يومية تعم مختلف الدواوير والجماعات بالإقليم ،واتخاذ التدابير اللازمة من أجل طمأنة الفلاحين والكسابة والرأي العام المحلي الذي مازال ينتظر بفارغ الصبر من المسؤولين المعنيين إصدار بلاغ حول وضعية القطيع بإقليم سطات إسوة بما قام به المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. ليبقى هذا الفيروس الفتاك أحد الأمراض التي تصيب الحيوانات مشقوقة الأظلاف مثل الأبقار والأغنام والغزلان ويؤدي الى نفوقها ،ولا يشكل خطرا على الانسان ،ويعتبر هذا الداء من أكثر الأمراض عدوى حيث ينتقل من الحيوان المصاب الى السليم عن طريق مباشر أو غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل اللعاب ،اللبن ،البول كما ينتشر عن طريق الطيور علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة البرية التي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها أو عن طريق أناس يرتدون لباسا أو غطاء للقدمين ملوثا بفضلات حيوانات مصابة بالمرض ،وقد يؤدي استعمال الأدوات ووسائل النقل التي تحمل الحيوانات المصابة الى انتقال العدوى الى حيوانات سليمة ،الشيء الذي يجعل الخوف الأساسي من فيروس الحمى القلاعية يكمن في خطره الكبير الذي يتهدد الثروة الحيوانية في العالم.