فتحت السلطات المغربية بحثا، عقب بث تحقيق على قناة "كنال بلوس" الفرنسية، أول أمس الأربعاء، كشف معطيات عن تلقي عناصر درك وبحرية ملكية مبالغ تتراوح بين 30 مليون سنتيم وأربعين، مقابل السماح بتهريب الحشيش إلى إسبانيا. ووقف تحقيق القناة الفرنسية على تقديم رشاو لمسؤولين الدرك برتبة ملازم، أكد أحد المهربين أنه يتلقى منهم 1300 أورو مقابل الحماية، وكذا لبعض عناصر البحرية الملكية الذين أمنوا، حسب ما جاء في تصريحات وسيط في عملية التهريب، المنطقة خلال الفترة الصباحية التي تزامنت مع تهريب كمية كبيرة من المخدرات من قبل صحافي القناة على متن قارب صيد. وعلمت "الصباح" أن التحقيقات تهدف إلى الوصول إلى بعض المهربين الذين تحدثوا عن تسليم رشاو إلى عناصر الدرك والبحرية، حتى يتسنى لهم تهريب المخدرات إلى أروبا، على أن يشمل التحقيق بعد ذلك العناصر المتورطة. وقالت المصادر ذاتها إن التحقيقات تتعقب الأماكن التي وردت في التحقيق الصحفي، بدءا من التقاء صحافي القناة بمهرب فرنسي بالرباط اعتاد تهريب المخدرات من المغرب، وانتقالا إلى شفشاون للقاء وسيط حمل الصحافي إلى إحدى الضيعات من اجل شراء كمية من الحشيش لتهريبها إلى فرنسا. ويسابق المحققون الزمن للوصول إلى من وردت شهاداتهم في تحقيق القناة الفرنسية، خاصة المهربين الكبار الذين التقطت صور داخل فيلاتهم ومستودعات يخبئون بها كميات كبيرة من الحشيش المعد للتصدير للخارج. وقد استطاع الصحفي اقتناء كميات كبيرة من الحشيش، قبل أن يعمد إلى تهريبها عبر بعض المختصين، غير أن مداهمته من قبل عناصر البحرية الملكية، بعد أن تأخر حوالي ثماني ساعات في المياه بسبب عطب تقني، دفعته إلى الإلقاء بها في البحر. ومن المنتظر أن تطيح التحقيقات بالعديد من الرؤوس، خاصة في صفوف تجار المخدرات، وكذا بعض أصحاب الحقول، وبعض العاملين في جهاز البحرية والدرك الملكي في حال ثبوت تورطهم.