لم تكن عناصر الأمن الفرنسي، خلال مداهمتها فجر أمس الأربعاء، لشقة بحي "سان دوني"، شمال باريس، تتوقع ان تكون مواجهاتها الأولى مع امرأة، استمرت في مواجهتها لهم الى ان ضغطت على حزام ناسف كانت تحمله، لتتحول الى اشلاء في الحين، فيما بقي مرافقوها، وهم على الأغلب، عبد الحميد اباعود، العقل المدبر لهجمات باريس، ورفيقه عبد السلام صلاح، احد منفذي هجومات باريس، والوحيد الذي تمكن من الهرب، يحتميان داخل الشقة "المشبوهة" الى ان طالتهم رصاصات قوات "النخبة"، التي اعتقلت ايضا سبعة أشخاص اخرين. المعلومات المتوفرة، تشير الى ان المرأة التي فجرت نفسها، وهي اول امرأة تنفذ عملية انتحارية في فرنسا، بل وفي أوربا، ليست الا حسناء ايت بولحسن، وهي قريبة عبد الحميد اباعود، الملقب ب"ابو عمر السوسي"، العقل المدبر لهجمات باريس، وهي على الأرجح ابنة خاله. الشابة، وهي مولودة في فرنسا، وبالضبط في منطقة كليشي لاغارين، وسبق لها أن أخبرت المقربين منها أنها تتمنى الالتحاق بالمجاهدين، من نفس أصول اباعود المغربية، لم تتعد 26 من العمر، ويرجح انها كانت على علاقة بالمطلوب رقم واحد في عمليات باريس، ويروج انها زوجته. وبرز اسم حسناء، بعد ان قام رجال الأمن الفرنسيين، صباح اليوم الأربعاء، بمحاصرة منزل بمنطقة سان دوني في ضواحي باريس، بعد توصلها بمعلومات تفيد أن إرهابيين يحتمون بالمنزل المذكور، ومع بدء المحاصرة سمع دوي انفجار ليكتشف رجال الأمن أن الأمر يتعلق بأول عملية انتحارية تقوم بها امرأة في الأراضي الفرنسية. وإذا كان تنظيم بوكو حرام قد اعتاد استعمال النساء في العمليات الانتحارية في نيجيريا، فإن ظاهرة الانتحاريات تبقى قليلة، باستثناء امرأة بلجيكية اعتنقت الإسلام، والتحقت بالعراق سنة 2005 حيث فجرت نفسها أمام كتيبة عسكرية أمريكية. المعلومات المتوفرة عن حسناء ايت بلحسن قليلة لحد الان، لكن الاكيد أنها اول انتحارية تنفذ عملية ارهابية على ارض أوربية، أصيب فيها بعض رجال الأمن.