صرح مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، خلال قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط أن وزارته تجري مباحثات مع شركات سيارات أجنبية أخرى، والتي سيتبعها إعلان، حيث التقى وفد مغربي الأسبوع الماضي بشركات إيطالية متخصصة في إنتاج السيارات في طورينو. وتشتهر طورينو الإيطالية بأنها المدينة التي ابتدأت فيها صناعة أولى السيارات الإيطالية من نوع فياط سنة 1899، قبل أن تندمج مع العملاق الأمريكي «كرايسلر» سنة 2014 ليصبح تسمية الشركة حاليا «فياط كرايسلر أوطوموبيل»، وإذا ما نجح الوزير العلمي في إقناع مسؤولي الشركة بالاستثمار في المغرب من خلال افتتاح مصنع لسيارات «فياط كرايسلر» بإحدى المحطتين الصناعيتين المندمجتين لصناعة السيارات بطنجة أو القنيطرة، فإن المغرب يكون قد استقطب ثالث أكبر مصنع عالمي في القطاع بعد رونو- نيسان وبوجو- سيتروين. طموح مولاي حفيظ العلمي، لم يقف عند هذا الحد، بل أكد خلال القمة نفسها، أن حجم صادرات المغرب من السيارات فقط، سيتجاوز 100 مليار درهم بحلول 2020 بعد أن تبدأ بوجو- ستروين الإنتاج من مصنعها الذي سيكلف 570 مليون أورو، ولم يستبعد أن يجتذب المغرب شركات إنتاج سيارات وشاحنات أخرى في المستقبل القريب وأن تتضاعف هذه الأرقام. هذا، وقال وزير الصناعة والتجارة، في مقابلة مع رويترز، إن هذا سيرفع إجمالي المكون الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20 في المائة، مضيفا أن المصنع الجديد قد يشجع آخرين على المجيء إلى بلاده للإنتاج. من جانبه، كشف محمد بوسعيد، وزير المالية والاقتصاد، خلال مناقشة مشروع القانون المالي الجديد، أن رقم المعاملات في التصدير لقطاع السيارات شهد نموا مهما خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث انتقل من 31 مليار درهم سنة 2013 إلى40 مليار درهم سنة 2014، أي بزيادة قاربت 27 في المائة، مسجلا أن هذا الرقم بلغ هذه السنة 30 مليار درهم بمتم شهر يوليوز المنصرم. وأكد بوسعيد بلجنة المالية بمجلس النواب، أنه تم لحد الآن تشغيل محطتين صناعيتين مندمجتين لصناعة السيارات، ويتعلق الأمر بالمنطقة الصناعية للسيارات بالقنيطرة، التي من المتوقع أن تدر استثمارا يقدر بحوالي 12 مليار درهم وإحداث 30 ألف منصب شغل، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية للسيارات بطنجة، حيث ستمكن من جلب استثمارات ب 8 مليارات درهم وإحداث 30 ألف منصب شغل. وذكر الوزير أن قطاع السيارات عرف خلال سنة 2015 حدثا بارزا تمثل في توقيع مذكرة تفاهم برئاسة الملك محمد السادس، مع مجموعة بوجو- سيتروين لإنشاء مركب صناعي مهم سينطلق سنة 2019 بجهة الرباطالقنيطرة، والذي سيمكن من رفع معدل الإدماج في قطاع السيارات من 40 إلى 80 في المائة، وخلق 4500 فرصة شغل مباشرة، إضافة إلى 20 ألف فرصة شغل غير مباشرة وكذا إنتاج 200 ألف سيارة و200 ألف محرك سنويا. مضيفا أن هذا المشروع سيمكن، أيضا، من توفير معدات مخصصة للتصدير مكونة من أجزاء السيارات تقدر بحوالي مليار أورو سنويا، بالإضافة إلى إنشاء فرع للبحث والتطوير مكون من 1500 مهندس وتقني متخصص.