أصدرت محكمة العدل العليا للأمة بالمكسيك، أمس الأربعاء، حكما يسمح لأربعة مدعين في دعوى قضائية باستهلاك الماريخوانا وزراعتها لأغراض ترفيهية. ويفتح هذا القرار، الذي حظي بموافقة أربعة قضاة ومعارضة قاض واحد، باب النقاش أمام إمكانية تقنين استخدام هذه المادة المخدرة لأغراض شخصية وترفيهية. وقضت المحكمة، خلال جلسة عقدتها أمس، بعدم دستورية خمسة مواد في القانون الفدرالي للصحة يمنع وزارة الصحة من الترخيص لأنشطة مرتبطة بالاستخدام الشخصي لهذه المخدرات لأغراض ترفيهية. وكان القاضي أرتورو سالديفارا قد تقدم بمقترح إلى المحكمة يتضمن تقنين تعاطي الماريخوانا وزراعتها للاستهلاك الشخصي، معتبرا أن الحظر المفروض على تعاطي هذه المادة المخدرة بهدف المتعة الشخصية يتعارض مع الدستور. ويشمل الحكم، في هذه المرحلة، فقط الأشخاص الأربعة المنتمين إلى جماعة غير ربحية كانت وجهت إنذارا قضائيا ضد قرار لوزارة الصحة في سنة 2013. ولا يفتح هذا الحكم، الأول من نوعه، الباب أمام بيع أو إنتاج الماريخوانا تجاريا أو الترخيص باستهلاكها في الفضاء العام، لكن مراقبين يرون أن صدور خمسة أحكام مماثلة قد يؤسس لسابقة من شأنها العمل على تغيير القانون والسماح بالاستخدام الترفيهي لهذا المخدر. وفي معرض تعليقه على الحكم، قال الرئيس إنريكي بينيا نييتو، في مقابلة صحفية، إن الحكم الذي صدر عن محكمة العدل العليا للأمة لا يعني أن هناك حرية للتسويق والاستهلاك أو تقنين الماريخوانا. وأضاف أنه يحترم القرار القضائي ولكنه شدد على أن هذا الأمر يهم أولئك الذين طالبوا بحماية العدالة من أجل الاستفادة من حق استهلاك هذا المخدر، مبرزا أن القرار سيفتح نقاشا واسعا حول تقنين موضوع استهلاك الماريخوانا. وأكدت وزيرة الصحة في الحكومة الاتحادية، مرسيدس خوان لوبيز، موقف رئيس الجمهورية، موضحة أن قرار المحكمة لا يتعلق بتقنين الماريخوانا في البلاد، ولا الترخيص بإنتاج وتسويق هذه المادة. وأضافت أن الوزارة ستحترم القرار "ولكن مقاربتنا مختلفة" بشأن هذا الموضوع، مبرزة أنها ستستمر بالتعامل بكل الإجراءات التنظيمية المتضمنة في قانون الصحة العامة. يذكر أنه أثناء مناقشة المقترح أعرب القاضي خورخي ماريو ريبوليدو عن معارضته لمنح حماية لاستهلاك الماريخوانا "لا لكونه لا يتقاسم منطق المشروع"، ولكن لأن الأخير لا يحدد الكيفية التي سيتم بموجبها الحصول على المخدرات. وقد أثار تقديم المقترح مواقف متعارضة بين الخبراء في ما يتعلق بمسألة تقنين استعمال الماريخوانا لأغراض شخصية لكنهم اتفقوا على أن الوقت قد حان لمناقشة هذه القضية. وفي هذا الصدد، قال ميغيل كاربونيل الخبير في معهد الأبحاث القضائية بالجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك، في تصريح صحفي، إن "المشروع الذي تقدم به القاضي أرتورو سالديفارا يضعنا في هذا الوضع لاتخاذ قرار (..) لقد حان الوقت لتقنين تعاطي المخدرات". وأظهرت استطلاعات رأي أجريت العام الماضي أنه لا تزال هناك معارضة قوية من المجتمع بشأن هذا الموضوع حيث أن أربعة من أصل خمسة مكسيكيين يعارضون التقنين، في حين يؤيد اثنين من كل ثلاثة مكسيكيين فقط الاستخدام الطبي للماريخوانا. يشار إلى أنه في غشت الماضي سمحت محكمة أدنى درجة لوالدين مكسيكيين حق جلب دواء، أساس تكوينه من الماريخوانا، من الخارج لمعالجة ابنتهم ذات الثمانية أعوام من الصرع. وأقدمت عدد من بلدان أمريكا اللاتينية مؤخرا على تغيير استراتيجية محاربة استهلاك المخدرات، كما شرعت في تقنين استهلاك الماريخوانا، خاصة وأن السياسة الأمنية الصارمة ضد المخدرات أثبتت محدودية النتائج.