لم تمض اكثر من 48 ساعة على مصادقة مجلس الشيوخ بالأوروغواي على مشروع تقنين استهلاك الماريخوانا، حتى ارتفعت اصوات منددة ومنتقدة لهذا القرار لما له من عواقب صحية وخرق للمقتضيات في مجال محاربة المخدرات.. وفي هذا الصدد أدانت الأممالمتحدة مصادقة مجلس الشيوخ على مشروع تقنين استهلاك الماريخوانا في الأوروغواي.
وعبرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، في بيان، عن انشغالها العميق تجاه هذه الخطوة "دون الاكتراث بالأصوات التي تعالت للتنديد بهذا المشروع الذي يتنافى مع الاتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات"، محذرة من عواقب هذا القانون الذي يجيز استهلاك الماريخوانا بالبلاد.
واعتبرت الهيئة الأممية، التي تتخذ من فيينا (النمسا) مقرا لها، أن المصادقة على مثل هذا القانون عليه يتعارض شكلا ومضمونا مع "الاتفاقية الوحيدة للمخدارات" لسنة 1961 والتي اعتمدتها 186 دولة ، بما فيها الأوروغواي، مذكرة بأن "تدخين الماريخوانا يسبب السرطان أكثر من تدخين التبغ" .
وعبر رئيس الهيئة ريموند يانس من جهته عن اندهاشه من أن قرار السلطات الأوروغويانية القاضي بكسر الأحكام القانونية والمقبولة والمعتمدة دوليا، مضيفا أن مجلس الشيوخ لم يأخذ بعين الاعتبار الآثار السلبية لهذا القانون على صحة الإنسان.
واستنكر يانس الأسباب المعلنة لإصدار مثل هذه القوانين تحت ذريعة الحد من الجريمة، معتبرا أها "واهية ولا أساس لها من الصحة".
من جانبها دعت الولاياتالمتحدة الأوروغواي إلى احترام التزاماتها الدولية المتعلقة بمكافحة المخدرات، محذرة في الوقت ذاته من عواقب المصادقة على مشروع تقنين استهلاك الماريخوانا.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، في بيان تناقلته وسائل الاعلام المحلية، أنه " إن كان من حق أي بلد اختيار طريقته الخاصة في مكافحة المخدرات، إلا أنه يبقى ملزما بتنفيذ التزاماته الدولية".
وطالبت الولاياتالمتحدة سلطات مونتفيديو باعتماد مقاربة تحرص في أساسها على صحة وسلامة المواطنين إلى جانب احترام مقتضيات "الاتفاقية الوحيدة للمخدرات" لسنة 1961.
وأضاف البيان أن الإدارة الأمريكية تشجع أوروغواي على مواصلة جهودها إلى جانب المجتمع الدولي في مكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود بما في ذلك الاتجار في الماريخوانا.
وكان مجلس الشيوخ قد صادق يوم الثلاثاء الماضي على مشروع تقنين استهلاك الماريخوانا ليصبح بذلك الأوروغواي أول بلد في العالم تتولى حكومته جميع مراحل الماريخوانا بدء من زراعتها وتوزيعها وبيعها، ووصولا إلى استهلاكها من طرف المدمنين والمرضى، وسط معارضة 60 في المئة من السكان لهذا المشروع.