يبدو أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وجد نفسه محرجا، بعد منعه صحيفة حزبه من تغطية الندوة الفكرية، التي نظمها عبد الرحمن اليوسفي، أحد القادة التاريخيين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمناسبة الذكرى الخمسين لاختطاف المهدي بنبركة، مما تسبب في عدم إشارة إعلام الحزب إلى الرسالة الملكية، التي وجهها الملك إلى المشاركين في الندوة. إدريس لشكر، حاول تدارك الأمر متأخرا، حيث أصدر بيانا عقب اجتماع المكتب السياسي للحزب، مساء أمس الاثنين، أكد فيه "تثمين الرسالة الملكية، الموجهة في إطار إحياء الذكرى الخمسينية لاختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة، بخصوص التنويه بشخصية الشهيد الفذة، والتقدير الذي تحتله لدى المؤسسة الملكية وكل المغاربة، كما ورد في نصها". بيان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجه الشكر إلى "ممثلي الأحزاب والنقابات والمنظمات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني، والاتحاديات والاتحاديين، والمواطنات والمواطنين"، الذين شاركوا بكثافة في يوم الوفاء بالرباط، يوم 29 أكتوبر 2015، تحت شعار "المهدي بن بركة نصف قرن من الحظر المفروض على الحقيقة". ولم يأت البيان على ذكر عبد الرحمن اليوسفي، الذي أشرف على الندوة وتلا الرسالة الملكية. وفي تعليق له على منع إدريس لشكر لوسائل إعلام حزب الاتحاد الاشتراكي من ندوة "اليوسفي" حول بنبركة، قال محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن إدريس لشكر ارتكب خطأ رمزيا بمقاطعته لنشاط ينظمه أحد رموز الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يحظى باحترام كبير داخل الاتحاد الاشتراكي وخارجه. واعتبر الغالي أن تلاوة الرسالة الملكية من قبل اليوسفي لها دلالة رمزية كبيرة على الثقة، التي يحظى بها الرجل. وقال أستاذ العلوم السياسية "لربما بعض الجهات في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تريد الاحتفاظ بورقة بنبركة، وإن كانت الشرعية الآن يتم اكتسابها عن طريق صناديق الاقتراع، مما يعني أنه لا فائدة من الاحتفاظ بهذه الورقة، اللهم إن كان ذلك من أجل الابتزاز".