كما كان متوقعا، وقع الطلبة الأطباء، اليوم الثلاثاء، محضرا مع وزارة الصحة يقضي بإلغاء مشروع الخدمة الاجبارية، الذي أثار موجة احتجاجات واسعة في صفوف الطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين، وهو المشروع الذي كان يلزم الخريجين الجدد منهم بالعمل لمدة سنتين في المناطق النائية، دون إدماجهم بعد ذلك في الوظائف العمومية فيما بعد. وأعلن طلبة كلية الطب بالرباط، قبل قليل، عن توقيع المحضر مع وزارة الوردي، كما أعلنوا تنظيمهم لاحتفال "النصر" بالكلية مساء هذا اليوم بالرباط. وبموجب هذا المحضر الذي تم توقيعه بين ممثلي الطلبة الأطباء ووزارة الصحة، سيعود الطلبة الأطباء لمقاعد الدراسة، بعدما قاطعوها لحوالي شهرين. طلبة الطب، أكدوا أيضا أن توقيع محضر مع وزارة الصحة، ليس سوى بداية الطريق، معلنين مواصلتهم النضال من أجل تحقيق كامل مطالبهم "العادلة والمشروعة". وكان طلبة الطب قد خاضوا إضرابا مفتوحا عن الدراسة، توجوه بمسيرة وطنية كبرى أمام البرلمان الثلاثاء الماضي، احتجاجا على "مشروع الوردي" واستنكارا لاقتحام الأمن للحرم الجامعي واعتقاله لبعض الطلبة الأطباء. وحظي إضراب الطلبة الأطباء بمتابعة إعلامية وطنية ودولية واسعة، كما جلب تضامنا واسعا للطلبة من قبل الحقوقيين والنقابين. ولم تفلح كل المحاولات التي قام بها وزير الصحة الحسين الوردي لثني الطلبة عن إضرابهم، وإقناعهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة، بما في ذلك الاتصال بالآباء والأمهات وتخويفهم من شبح سنة بيضاء تتهدد أبنائهم، إلا أن آباء الطلبة أعلنوا دعمهم لمطالب أبنائهم مما صعب مهمة الوردي الذي تجاوب مع مطلب "إسقاط" مشروع الخدمة الإجبارية مجبرا لا بطل.