في رد فعل سريع على خطوة الحسين الوردي وزير الصحة، اللجوء إلى عقد اجتماعات مع أولياء أمور طلبة الطب المحتجين ضد الخدمة الإجبارية بعدما وصلت كل المحاولات الوزارية معهم إلى الباب المغلق، ما زال طلبة الطب بالمغرب متمسكين بموقفهم والاستمرار في مقاطعة مقاعد الدراسة والتداريب الاستشفائية، بعد 42 يوما من الإضراب في جميع الكليات والمصالح الاستشفائية، مؤازرين بالأطباء المقيمين والداخليين الذين ما زالوا بدورهم مستمرين في خوض إضراب داخل مصالح وأقسام المراكز الاستشفائية الجامعية باستثناء الحالات الاستعجالية. وفي هذا السياق، أكد أنس شبعتها، المنسق الوطني لطلبة الطب بالمغرب، أنه بالرغم من إطلاق "شائعات" من قبل بعض الجهات التي أبانت عن نيتها في ضرب وحدة التنسيق الذي يجمع بين التنسيقية الوطنية لطلبة الطب ونظيرتها الخاصة بالأطباء المقيمين والداخليين"، إلا أن الطلبة ما زالوا متمسكين بموقفهم ومصرين على عدم إنهاء الإضراب حتى تستجيب الوزارة لمطالبهم. من جهة ثانية، كشف شبعتها، عبر اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة"، أن طلبة الطب لا يهمهم إن خرجت السنة بيضاء لأنهم مدركون، حسب تعبيره، بأن كل المؤشرات تلوح بسنة بيضاء، مبرزا بالقول إن "السنة البيضاء قرار طلابي يعود للجموع الطلابية، وإلى حدود الساعة لم يُتخذ بعد قرار الإعلان عنها وأن الأمر يتعلق فقط بالمقاطعة الشاملة للدراسة والتداريب"، مشيرا إلى أن "سنة بيضاء أهون بكثير من سنتين إجباريتين بطريقة غير قانونية"، على حد تعبير متحدثنا، متوعدا باللجوء إلى أشكال نضالية أخرى في حال إذا استمر الوزير الوردي في ما وصفه أنس ب"تعنته" ونهج سياسة الآذان الصماء، متهما إياه ب"تحطيم الثقة التي كانت تجمعه بهم" بسبب ما أسماه "تمرير مغالطات كبيرة خلال ندوته الصحافية الأخيرة، والتي شكلت ضربة قاضية للحوار بيننا"، يقول شبعتها الطالب بكلية الطب بالدار البيضاء. جاء هذا، في الوقت الذي يتأهب فيه الوزير الوردي إلى عقد لقاءات مع آباء وأولياء الطلبة المحتجين، وذلك بحثا عن حل للمشاكل العالقة، وتفاديا لسنة بيضاء، موكلا الأمر إلى عمداء ومديري المراكز الاستشفائية الذين من المفترض أن يكونوا قد ترأسوا اجتماعات مع أولياء أمور الطلبة، يوم أمس الثلاثاء، بكليات الطب بالدارالبيضاء، ومراكش، وفاس، ووجدة، وقبله لقاءات أخرى من المنتظر أن تكون قد عقدت هي الأخرى بكلية الرباط في اليوم نفسه. هذا، وتهدف وزارة الصحة من خلال هذه المبادرة إلى "الوصول إلى حلول لوقف الاحتجاجات ضد الخدمة الإجبارية والالتحاق بمراكز التدريب ومقاعد الدراسة" في الوقت الذي جدد فيه المنسق الوطني لطلبة الطب بالمغرب تأكيده على رفض الخدمة الإجبارية أو "الخدمة الوطنية"، شكلا ومضمونا، إلى جانب دفاعه عن باقي الملف المطلبي الذي يرمي إلى تحسين وتجويد ظروف الدراسة والتدريب والعمل داخل المستشفيات المغربية، في الوقت الذي "يقدم الوردي وعودا والتزامات تبقى فارغة ولا يتم تطبيقها"، على حد تعبير أنس شبعتها ل"رسالة الأمة".