أثار نفوق مجموعة من المواشي بمنطقة آيت مسعود، التابعة لجماعة سمكت بدائرة قصبة تادلة، مخاوف عدة في صفوف الفلاحين والكسابة، وذلك بعد ذيوع أخبار بين ساكنة المنطقة مفادها أن الأمر يتعلق بوباء "فيروسي" شديد الانتشار، بإمكانه أن يهدد قطعان المواشي بمختلف أصنافها. وعلم "اليوم "24 أن الكسابة المتضررين اضطروا منذ يومين إلى نقل جثث المواشي النافقة عبر سيارات فلاحية في اتجاه المصلحة البيطرية الإقليميةببني ملال ، وذلك في محاولة لعرضها على الأخصائيين من أجل تشخيص الوباء وتحديد نوعيته ، وإيجاد حلول كفيلة بتطويق الداء من خلال التدخلات التشخيصية والعلاجية. وفي اتصال "لليوم 24″ بذات المصلحة ،كشفت مصادر بيطرية أن عملية المعاينة أسفرت عن التأكد من نفوق 15 رأسا من الماشية بنفس البؤرة ، فيما رجحت تصريحات الكسابة عدد رؤوس الأغنام النافقة إلى حصيلة تتمثل في215 رأسا ،وأشارت المصادر ذاتها إلى كون عدد رؤوس المواشي النافقة على صعيد مختلف مناطق الإقليم بلغ 52 رأسا من أصل 191 حالة إصابة ممثلة في 27 بؤرة. وأوضحت ذات المصادر أن فريقا تابعا لذات المصلحة انتقل إلى بؤرة انتقال الوباء الفيروسي ،فضلا عن فرق الطب البيطري المتواجدة بمختلف المناطق،وقامت على الفور بمباشرة عملية التلقيح لحوالي 600 رأس من المواشي عقب انتشار الوباء في الوقت الراهن بالمنطقة المتضررة،مشيرة إلى كون عملية التلقيح الروتينية ضد نفس الوباء قد انطلقت منذ مطلع شهر شتنبر الأخير بمناطق عدة بإقليمبني ملال، وشملت أزيد من 23000 من رؤوس الأغنام والماعز. وعلاقة بأعراض وباء اللسان الأزرق، أوضحت المصادر ذاتها أن الداء ينتقل بين المواشي عن طريق نوع من البعوض ،ولاينتقل بين المواشي عن طريق العدوى،وتتمثل أعراضه في انتفاخ الوجه ،واحتباس الدم باللسان إلى درجة اكتسابه اللون الأزرق، فضلا عن كون هذه الأعراض تكون مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية. وأفادت المصادر ذاتها أن عمليات التشخيص، تستند بالدرجة الأولى إلى التحاليل المخبرية التي تثبت مدى التأكد من نوعية الوباء ،وتحديد صنف المضادات الحيوية والأدوية الكفيلة بتقليص المضاعفات، والحد من تدهور صحة رؤوس المواشي المصابة، مؤكدة أن عمليات التلقيح الاستباقية تبقى أبرز الحلول الناجعة لتفادى المخاطر المحدقة بقطعان المواشي. وطالب الفلاحون والكسابة بالمنطقة ذات الانتشار الأول لبؤر "داء اللسان الأزرق" السلطات الوصية على القطاع ،بضرورة التدخل العاجل من أجل حماية قطعان المواشي من الأوبئة الفتاكة ،والعمل على توسيع نطاق عمليات التلقيح ،وإيجاد حلول عملية لمساعدة المتضررين، وذلك عقب عمليات التقييم والتشخيص ،وإحصاء الخسائر المترتبة عن البوادر الأولى لانتشار الداء ،الذي أضحى يتهدد مصدر قوت فلاحي وكسابي مختلف مناطق إقليمبني ملال، تزامنا مع الانطلاق الفعلي للموسم الفلاحي.