يبدو أن "حرب الاختصاصات" و"سباق الظهور" بين عمداء المدن المنتمين ل"البيجيدي" ورؤساء الجهات المنتمين للأصالة والمعاصرة بدأت تلوح علامات في الأفق. فبعد ثلاثة أيام من تأكيد رئيس الجماعة الحضرية لطنجة والقيادي في العدالة والتنمية، البشير العبدلاوي، أنه تم اتخاذ عدد من القرارات المهمة لمعالجة مشكل غلاء فواتير الماء والكهرباء بالمدينة، ما أطلق سلسلة احتجاجات من قبل المواطنين، وجه رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة ونائب الأمين العام للأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، في الساعات الأولى من اليوم الاثنين، رسالة إلى شركة "أمانديس" طنجةتطوان، يطلب فيها تقديم الإفادات الضرورية لأسباب ارتفاع فواتير استهلاك الماء والكهرباء، والتي بلغت مستويات قياسية، ضاربة بذلك القدرة الشرائية للمواطنين. العمدة العبدلاوي أكد في تصريحات صحفية، الجمعة الماضي، أنه تم "تشكيل لجنة تقنية لتتبع الاستهلاك، ومدى دخول المشتركين في الأشطر الثانية أو الثالثة من الاستهلاك"، منبها إلى أن "مدينة طنجة تعرف حراكا كبيرا خلال فصل الصيف، بفعل سهر الساكنة إلى أوقات متأخرة، مما يرفع الاستهلاك بشكل طبيعي". وتابع المتحدث ذاته أن "الاحتجاجات ضد شركة أمانديس تكاد تكون شبه سنوية، وخصوصا في هذه الفترة"، مؤكدا أن "المجلس الجماعي لمدينة طنجة سارع الى التواصل مع المحتجين لحل الاشكال القائم فور التمكن من ذلك، الشيء الذي خلف ارتياحا كبيرا من لدن المحتجين، والذين تم استقبال حوالي 40 شخصا يمثلهم من طرف العمدة، وخرج الجميع خلال اجتماع اليوم مرتاحين وراضين على ما تم التوصل إليه، بين المجلس الجماعي وإدارة شركة أمانديس والساكنة المحلية". من جهته، دخل رئيس الجهة الرجل القوي في "البام" إلياس العماري على الخط، عبر الرسالة التي وجهها إلى "أمانديس" وكذلك إلى والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، ورئيسي المجموعة الحضرية لطنجةوتطوان، والتي عبّر فيها "عن انشغاله العميق بالتطورات التي عرفها هذا الملف، والتي أدت لتزايد ما وصفها بالاحتجاجات الشعبية المشروعة للساكنة"، وقال أنه "في انتظار التوصل بهذه الإفادات كي يتخذ الاجراءات والتدابير اللازمة لإيجاد حل جذري لهذا الملف في احترام تام للقانون". كما طالب العماري السكان الانتظام في جمعيات لتنظيم عملية إيصال صوتهم للجهات المسؤولة.