بعد إعلان البيت الأبيض عن استقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للملك محمد السادس في 22 من الشهر الجاري، أعلنت مصادر دبلوماسية بأن هذه الزيارة تأتي بعد حالة من التوتر التي عرفتها العلاقة بين البلدين. هذا، وسيكون الهدف منها: التباحث حول عدد من الملفات، وعلى رأسها ملف الصحراء، حيث سيناقش الملك محمد السادس مع الرئيس الأمريكي الأوضاع في الصحراء وكذلك مسألة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو، التي خلقت أزمة بين الرباطوواشنطن خلال الأشهر الماضية . المصادر نفسها أكدت على أنه بالرغم من حالة «البرود» التي طبعت العلاقة بين واشنطنوالرباط، فإن الاتصالات بين البلدين لم تتوقف حيث كانت قضية الصحراء قضية محورية في أي اتصال أو لقاء بين ممثلي البلدين. كما سيكون ملف حقوق الإنسان في الصحراء حاضرا في هذه القمة وهذا ما يفسر الخطاب الملكي الذي اعتبر أن المغرب ليس في حاجة لمن يقدم له دروسا في حقوق الإنسان. وقالت المصادر نفسها بأن المغرب منزعج من بعض الجمعيات الحقوقية الأمريكية، التي تعلن مساندتها للبوليساريو وتروج لتقارير مغلوطة حول الوضعية الحقوقية في الجنوب المغربي، و»لهذا سيسعى العاهل المغربي إلى توضيح القضية أمام الرئيس الأمريكي وإبراز التطورات التي عرفتها المسألة الحقوقية في المغرب وفي الصحراء بصفة خاصة، وتكذيب بعض التقارير المتحيِّزة التي غالبا ما تكون ضد المغرب». الجانب الاقتصادي سيكون حاضرا خلال مباحثات الملك وباراك أوباما وذلك من خلال اتفاقية التبادل الحر «وسبل تطويرها والبحث عن طرق جديدة لفتح الأسواق الأمريكية أمام المنتجات المغربية وتشجيع الاستثمارات الأمريكية في المغرب»، يقول الخبير الاقتصادي عثمان الكاير متحدثا عن اتفاقية التبادل الحر معتبرا إياها «اتفاقية ذات بعد سياسي أكثر منه اقتصادي حيث أن المستفيد الأكبر من هذه الاتفاقية هو الولاياتالمتحدةالأمريكية في حين لم يستفد المغرب منها، ذلك لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تغلق أسواقها وتفرض معايير صارمة وخاصة الصناعات الغذائية حيث يعتبر المغرب مؤهلا في هذا المجال بشكل كبير». الكاير، نبه إلى أن مهمة المقاولات المغربية في الولوج إلى السوق الأمريكية تبدو صعبة نظرا إلى ضخامة السوق الأمريكية وشراسة المنافسة في فيها. واعتبر عثمان الكاير، أنه من الطبيعي أن ينصب النقاش بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما على اتفاقية التبادل الحر من «أجل تحيينها وإعادة تقييمها حتى تصبح هذه الاتفاقية أكثر توازنا ليستفيد منها المغرب بشكل أكبر ومراجعة بعض البنود المجحفة في حقه، خاصة على مستوى المواد الغذائية». ومن أهم القضايا التي ستكون على طاولة النقاش بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي حسب المصادر نفسها، مسألة الأمن في الساحل ذلك أن «واشنطن غير مرتاحة لعمل الجماعات الإرهابية في منطقة الصحراء الكبرى، ولذلك سيحاول البلدان إيجاد سبل للتنسيق الأمني والعسكري لمواجهة نشاط الجماعات المتطرفة، وخاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وتعليقا على هذه القضية يقول الموساوي العجلاوي، أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، بأن «منطقة الساحل أصبحت تحظى باهتمام عالمي وباهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية على وجه التحديد والمغرب أصبح يلعب دورا رئيسا على مستوى هذه المنطقة من خلال الزيارات الملكية لدول منطقة الساحل»، مضيفا بأن «تحركات المغرب الأخيرة في المنطقة أعطته مكانة قوية وعززت من حضوره، لذلك أصبح لزاما على الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة التنسيق مع المغرب في ملف الأمن في الصحراء الكبرى وهذا ما يفسر استضافة المغرب لمؤتمر دولي عن الأمن في منطقة الساحل».