علمت «الشرق الأوسط» من مصادر متطابقة في واشنطن والرباط أن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيزور واشنطن زيارة رسمية يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما. وهذه أول زيارة رسمية لملك المغرب للعاصمة الأميركية منذ وصول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض عام 2008. وقالت المصادر ذاتها إن قضية الصحراء والوضع في الساحل والعلاقات الثنائية ستتصدر مباحثات العاهل المغربي مع الرئيس أوباما. والمغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة بيد أن هذه العلاقة شهدت فتورا بعد وصول أوباما إلى البيت الأبيض، وزادت العلاقة فتورا وتوترا حينما قدمت واشنطن لمجلس الأمن قبل أشهر مشروع مقترح يقضي بتوسيع مهام بعثة «مينورسو» في الصحراء لتشمل حقوق الإنسان. بيد أن مكالمة هاتفية أجراها الرئيس أوباما مع الملك محمد السادس يوم 9 مايو (أيار) الماضي، طوت صفحة سوء الفهم والخلاف التي أثارها المقترح الأميركي. وجاءت المكالمة الهاتفية بعد رسالة بعث بها الملك محمد السادس إلى الرئيس أوباما يوم 12 أبريل (نيسان) الماضي، عبر فيها «عن الأهمية التي تكتسبها قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمملكة والشعب المغربيين والمخاطر التي قد تنجم عن أي تغيير في طبيعة مهمة بعثة (مينورسو)». وفي معرض رده على الرسالة الملكية بعث الرئيس أوباما برسالة إلى عاهل المغرب يوم 18 أبريل الماضي، وتلاها مكالمة هاتفية بينهما، قال بيان للديوان الملكي المغربي آنذاك «إن قائدي البلدين نوها خلال هذا الاتصال الهاتفي بالنتائج الإيجابية التي جرى التوصل إليها بفضل تبادل هذه الرسائل»، وذلك في إشارة ضمنية إلى سحب واشنطن لمقترحها بشأن توسيع مهام «مينورسو» في الصحراء. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال هذه المكالمة الهاتفية وجه الرئيس الأميركي دعوة إلى العاهل المغربي لزيارة واشنطن في غضون سنة 2013. كما وجه الملك محمد السادس دعوة إلى الرئيس أوباما لزيارة المغرب. ونوها معا بما ستتيحه هاتان الزيارتان من آفاق. ورغم أن ما حدث عد آنذاك «سحابة صيف» في العلاقات المغربية - الأميركية، فإن المراقبين يتوقعون أن تؤسس زيارة العاهل المغربي لواشنطن لمقاربة جديدة للعلاقات بين البلدين التي عرفت أوجها سواء في عهد الرئيسين الجمهوريين جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن، وأيضا في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، بل إن هناك من عد المبادرة الأميركية رغم تراجع واشنطن عنها، بأنها تظل مؤشرا قويا للمغرب، الذي كان دائما حليفا قويا لأميركا، على أن المصالح هي التي ترشد علاقات واشنطن الخارجية، وأنها يمكن أن تتنكر لأقرب حلفائها إذا تطلبت مصالحها ذلك. يذكر أن المغرب كان أول بلد عربي يبرم اتفاقية للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة عام 2006، وانخرط في حرب واشنطن على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. كما دخل في حوار استراتيجي مع واشنطن في سبتمبر 2012 أيام كانت هيلاري كلينتون، وزيرة للخارجية، هذا من دون نسيان أن المغرب كان أول دولة بادرت إلى الاعتراف بالولاياتالمتحدة بعد استقلالها سنة 1776. ووقعت معها اتفاقية السلام والصداقة سنة 1786، التي تعد أقدم اتفاقية لا تزال سارية في تاريخ الولاياتالمتحدة.