يبدو أن متاعب حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، قد بدأت فعليا بعد أن اقترب المسلسل الانتخابي من نهايته. ففي آخر اجتماع للجنة التنفيذية للحزب حاصر عدد من أعضاء اللجنة شباط بالانتقادات، بحيث بدأت تبرز معالم "تمرد" ضده. مصدر قيادي أوضح أنه خلال الاجتماع الأخير ارتفع الصوت عاليا ضد الأمين العام للاستقلال، "فقد ملأ صراخ المنتقدين أرجاء القاعة، مثلما علا صوت شباط في مواجهة الانتقادات"، مضيفا أن شرارة التوتر أطلقها النقاش حول الإسم الذي سيرأس فريق المستشارين في الغرفة الثانية، بحيث جري النقاش حول ثلاثة أسماء لمستشارين هم رحال مكاوي، عضو اللجنة التنفيذية، وسيدي محمد حمدي ولد الرشيد، نجل حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية، والمستشار عبد السلام اللبار. المصدر ذاته ذكر أن الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية "كان الأصعب على شباط إلى الآن منذ انطلاق المسلسل الانتخابي"، بحيث بدأت بعض الأصوات من داخل اللجنة التنفيذية تناقشه حول عدد من الاختلالات الناتجة عن طريقة تدبيره لشؤون الحزب، مطالبة إياه بأن يتحمل مسؤوليته عن كل ما حدث إلى الآن وأمام كل القرارات التي اتخذها بشكل انفرادي، أو التصريحات التي كان يطلقها دون الرجوع إلى القيادة. ونوه المصدر إلى أن عددا من قياديي الحزب فضلوا انتهاء المسلسل الانتخابي للشروع في عملية نقد حقيقية للتوجهات السياسية للحزب على امتداد السنوات الأخيرة، وبالضبط منذ وصول شباط إلى الأمانة العامة، مرورا بالانسحاب من الحكومة، و"التحالف الضمني" مع الأصالة والمعاصرة، والهجومات "غير المعقولة والمنطقية" على رئيس الحكومة، ثم ما جرى خلال الانتخابات الأخيرة، والنتائج التي حصل عليها الحزب، قبل تغيير الدفة بالإعلان عن "فك الارتباط" مع المعارضة والشروع في التقرب من العدالة والتنمية. وشدد المصدر على أن "هذا المسلسل الطويل من الارتجال يجب أن يُحاسب عليه شباط، وقد بدأ زمن الحساب، ولن تسمح قيادة الحزب ومناضلوه بتمرير تلك المرحلة دون نقد جدي وتحميل للمسؤوليات السياسية".