لم تمض سوى ساعات على تطمينات حميد شباط، لأنصار عبد الواحد الفاسي، بعد انتخابه أمينا عاما جديدا لحزب الاستقلال، بأنه سيكون أمينا عاما لجميع الاستقلاليين، وأنه سيعمل جنبا إلى جنب مع عبد الواحد الفاسي، حتى عاد ليعلن «الحرب» على أنصار الفاسي، معلنا خلال جلسة انتخاب اللجنة التنفيذية، أول أمس، بأن «عهد الفشوش انتهى». وبالفعل فقد استطاع الموالون له بسط نفوذهم بشكل كامل على اللجنة التنفيذية لحزب الميزان التي تم انتخابها مساء أول أمس. فكل الأعضاء ال27 المشكلين لها محسوبون على عمدة فاس. وحسب النتائج، فقد تربع عبد القادر الكيحل على رأس المنتخبين في هذه اللجنة بعد حصوله على 510 صوتا متقدما بذلك حتى على حميد شباط الذي ظفر بمنصب الأمانة العامة ب478 صوتا. أما عادل الديوري، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الميزان، فجاء في المرتبة الثانية بعد حصوله على 469 صوتا، متبوعا بحمدي ولد الرشيد الذي نال 461 صوتا، فيما حل بعده وزير الإسكان السابق، توفيق احجيرة، الذي حصل على 449. وجوه جديدة وانضم إلى اللجنة التنفيذية كل من كريم غلاب، نور الدين مضيان، وعبد الواحد الأنصاري، وعبد الله البقالي، وياسمينة بادو، ومحمد السوسي، محمد الموساوي (المفتش العام للحزب)، وعادل بنحمزة. كما ضمت اللجنة التنفيذية كذلك بوعمر تغوان، ولحسن فلاح الذي عمل مدة في ديوان نزار البركة حين كان على رأس وزارة الشؤون العامة. ومن بين الوجوه الجديدة في هذه اللجنة محمد ولد حمدي ولد الرشيد، ابن حمدي ولد الرشيد، ورحال المكاوي، الكاتب العام السابق لوزارة الصحة الذي جمد الوزير الحالي صلاحياته، بعد اتهامات في قضية صفقة اللقاحات. ولوحظ أن شباط أدخل ثلاثة قادة في نقابة الاتحاد العام للشغالين إلى اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، هم محمد سحيمد، الكاتب عام للجامعة الحرة للتعليم التابعة لنقابة شباط، وعبد السلام اللبار، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين، وكنزة الغالي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام، وكانت مرشحة سابقة للاستوزار من طرف شباط في حكومة بنكيران وتم التحفظ عليها. ومن الوجوه النسائية الجديدة هناك نعيمة رباع، برلمانية من الحزب، وزبيدة فنيش، طبيبة، عملت مع نزار البركة في ديوانه، و مينة غلام، و مريم ماء العينين، وهي صحراوية مقربة من حمدي ولد الرشيد. ومن لائحة الشباب الجدد هناك فؤاد القادري، مستشار في الغرفة الثانية، و محمد سعود، وهو شاب ثري عمره أقل من 40 عاما يقال إنه جمع ثورة في بلجيكا، وأنه مول جزءا من حملة شباط. وزراء غائبون ولوحظ بالمقابل، أن لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة لحزب الاستقلال خلت من أسماء وزراء الحزب، باستثناء عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، (كان عضوا سابقا في اللجنة التنفيذية بدعم من شباط)، وهكذا اختفت أسماء كل من نزار بركة، ومحمد الوفا، وفؤاد الدويري. ويعتبر هذا مؤشرا مقلقا بالنسبة إلى أنصار الفاسي، حيث لا يوجد في قوانين الحزب نص يعتبر الوزراء أعضاء بالصفة في اللجنة التنفيذية، كما هو وارد في قوانين أحزاب أخرى، لكن حسب قيادي في الحزب، فإنه «جرى العرف باستدعاء الوزراء لاجتماع اللجنة التنفيذية كلما تطلب الأمر ذلك». أي أن شباط يمكن أن يستدعي الوزراء إلى الجنة التنفيذية كلما أراد. مخاوف ومن جهة أخرى، لا يخفي عدد من الاستقلاليين مخاوفهم من أن ينفذ شباط «وعيده» بطلب إجراء تعديل حكومي على عدد من الوزراء الاستقلاليين في حكومة بنكيران. وقد أكد مصدر مقرب من شباط وعضو في اللجنة التنفيذية الجديدة، هذا التوجه. وقال في تصريح ل»فبراير.كوم»، «إن العمراني والوفا والدويري ونزار البركة لا ينسجمون مع توجهات القيادة الجديدة للاستقلال». وعلق المصدر على موقف رئيس الحكومة بنكيران، الذي يقول إن التعديل الحكومي بيد الملك، قائلا «هذا أمر تقني، أما من الناحية السياسية فإن حزب الاستقلال يمكنه طلب إجراء تعديل».