احتشد الآلاف من الاستقلاليين داخل قاعة ابن ياسين بالرباط، أول أمس الأحد, جاؤوا من مختلف مناطق المغرب في رسالة أريد لها أن تصل إلى أطراف عدة في آن واحد. فبعد ساعتين من الانتظار وترديد الشعارات, سبق حضور شباط إلى القاعة وصعوده إلى المنصة, حضور أبرز الوجوه القيادية بحزب علال الفاسي التي تدعم شباط في سعيه الحثيث للظفر بمنصب الأمين العام الأحد المقبل، بدلا من منافسه عبد الواحد الفاسي. فبالإضافة للوجوه المعتادة التي تدعم شباط داخل الشبيبة الاستقلالية، أو داخل الذراع النقابية للحزب المتمثلة في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أمثال خديجة الزومي, كنزة الغالي, عبد القادر الكيحل وعادل بنحمزة, فقد كان لافتا حضور وزير التجهيز الأسبق ورئيس جهة الرباط, سلا زمور زعير بوعمر تغوان, إلى جانب رئيس الفريق البرلماني بمجلس النواب نور الدين مضيان. على أن من أبرز الحاضرين بالقاعة كان ممثلو الجهة الجنوبية يترأسهم حمدي ولد الرشيد، كأحد أبرز الداعمين لشباط، وحضر برفقته كاتب الدولة في الخارجية السابق أحمد الخريف. لكن بالعودة إلى كلمة شباط القصيرة لأنصاره, وجه سهام نقده إلى ثلاثة أطراف: منافسه عبد الواحد الفاسي, وزراء الاستقلال بحكومة ابن كيران، والحكومة. لقاء «الوحدة من أجل التغيير», عرف إعادة شباط الدعوة للفاسي من أجل التناظر أمام أعضاء المجلس الوطني بناء على برامج انتخابية. لكن الدعوة رافقتها بعض الاتهامات لمنافسه من قبيل: «يمكن خلق أمين عام شرفي من طرف المجلس الوطني حتى إذا خسر عبد الواحد الفاسي يكون له كما دخل اللجنة التنفيذية بطريقة شرفية» يقول شباط, الذي ذهب بعيدا في اتهامه الفاسي باستمالة أعضاء المجلس الوطني عن طريق: «العشاوات والغذاوات ورسائل نصية عبر الهاتف لأول مرة يتم الاهتمام بكم». أما الوزراء الاستقلاليين المشاركين في حكومة عبد الإله بن كيران, فقد نال وزير الاقتصاد والمالية نزار بركة النصيب الأكبر، حينما تساءل شباط مشيرا إلى: «أن بركة جاءنا للجنة التنفيذية وقال لنا إن أرقام مزوار مزورة، وبعدما تحرك الهاتف النقال قال أن أرقام مزوار حقيقية, فأين الحقيقة؟». الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو اللجنة التنفيذية سيجد في انتقاداته لنزار بركة مدخلا للحديث عن: «عدم ارتياح أي استقلالي على مشاركتنا بالحكومة الحالية، وكأننا غير مشاركين وهو أمر خطير» يوضح شباط, الذي دعا وزراء «الاستقلال» إلى الانضباط للقرارات السيادية للحزب. وحتى يخفف من انتقاداته هاته ولا تفهم على أنها دعوة صريحة للخروج من الحكومة أو الضغط لرفع نسبة حزب «الميزان» في حال انتخابه, عاد شباط ليضع مصير المشاركة الحكومية بيد المجلس الوطني، «المشاركة تمت بقرار من المجلس الوطني وهو المسؤول عن الخروج…نحتاج إلى حكومة ائتلاف وطني للخروج من المعضلة».أما انتقادات الحكومة, فكانت مصطلحات عبد الإله بن كيران من تماسيح وعفاريت المدخل الذي وجد منه شباط ضالته، داعيا إلى: «عدم الحديث عن التماسيح والعفاريت دون تسميتهم، لأن الشعب في المغرب كله يعرفهم». بل أكثر من ذلك, توج انتقاداته للحكومة التي يشارك فيها حزب «الميزان» بكون الشعب: «لم يلمس عملا حكوميا جادا يخفف من الاحتقان الاجتماعي» يختتم شبا ط كلمته. من جانبه, يخوض عبد الواحد الفاسي سباق آخر أسبوع، حيث اختتم آخر جولاته بجهات المملكة بأكادير السبت الماضي في محاولة أخيرة لضمان تأييد عائلة الوزير عبد الصمد قيوح ذات الثقل الكبير في ترجيح كفة أحد المرشحين. آخر اجتماع سيضم كل من عبد الواحد الفاسي وحميد شباط وجها لوجه من المتوقع أن يكون جرى في وقت متأخر مساء أمس الإثنين عندما تجتمع اللجنة التنفيذية للحزب. مصادر استقلالية أشارت إلى أن اللجنة التنفيذية ستحرص على حث المرشحين على الحفاظ على وحدة الحزب، مهما كانت نتيجة يوم الأحد المقبل, وهو الأمر الذي لن يتأكد إلا عندما ينفض المجلس الوطني في أول اجتماع له رسمي بالصخيرات وقد صار للاستقلال أمين عام جديد. مصطفى بوركبة