من المنتظر أن يكون مجموعة من الجنود المغاربة قد شاركوا في دورة تدريبية لحلف الشمال الأطلسي، يومي الثلاثاء والأربعاء، في مدينة لوغرونيا بجهة لاريوخا في الشمال الإسباني، من أجل تحسين تكتيكات مساعدة جرحى الصفوف الأمامية في الحروب، وبهدف تقليص عدد الوفيات في النزاعات المسلحة، نظرا لكون 90 في المائة من جرحى الحروب والنزاعات يفارقون الحياة قبل ولوج المستشفيات، حسب ما أوردته صحيفة «لابانغاورديا» الإسبانية نقلا عن وكالة الأنباء الإسبانية إيفي. المصدر ذاته أشار إلى أن المغرب يشارك في هذه التدريبات رفقة دولة الأردن باعتبارهما حليفين رئيسيين للناتو من خارج الحلف، بالإضافة إلى ست دول من داخل الناتو (الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والبرتغال، وهولندا وألمانيا وإسبانيا)، علاوة على دولتي السويد وأوكرانيا. وأشارت مصادر عسكرية إسبانية إلى أن مشاركة هذه الدول العشر، بالتحديد، في هذه الدورة التدريبية يُعزى بالأساس إلى الخبرة والتجربة التي راكمتها في مجموعة من المهام الدولية، الإنسانية منها والعسكرية، في مختلف مناطق النزاع في آسيا وإفريقيا؛ وفي هذا الصدد، أوضح عسكري متخصص في الإنقاذ ل»إيفي» قائلا: «لا يتعلق الأمر بالتنافس (بين الجنود)، بل معاينة عن قرب الحيل والتكتيكات التي يستعملها كل فريق وكل وحدة عسكرية»، كما أنه هذه التداريب تهدف، أيضا، إلى تلقين الجنود كيفية التدخل أثناء الانفجار وتغطية المنطقة من أجل مساعدة الجرحى وسحبهم إلى مناطق آمنة، وفي هذا السياق قال العسكري الإسباني: «في هذه الوضعية من المهم معرفة التعامل مع النزيف الذي يشكل خطرا كبيرا على الجرحى، وإخراج الجرحى من المناطق التي سقطوا فيها بطريقة تمكن من إبقائهم على قيد الحياة». من جهته، قال مدير بروتوكول المساعد الطبية في الحروب، خافيير أوريارتي، إن العديد من القتلى، ضحايا الحروب، يمكن إنقاذهم إذ ما تم اتباع برنامج مناسب، إذ من الممكن أن يقلص الوفيات ب30 في المائة، مشيرا أن الهدف من هذه التدريبات هو الجمع بين الطب الجيد والأفضل والتكتيكات الناجعة في الحرب. يذكر أنه من المتوقع أن يشارك المغرب، أيضا، بإسبانيا، بصفة مراقب جنبا إلى جنب مع كل من دول البرازيل وكولومبيا وتونس في المناورات العسكرية «Trident Juncture'»، وهي الأكبر والأضخم التي يجريها حلف الشمال الأطلسي (الناتو) وحلفاؤه منذ نهاية الحرب الباردة، ما بين الثالث من أكتوبر والسادس نونبر المقبلين في مياه البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق.