على الرغم من تراجع عدد المغاربة الذين يقدمون على الزواج من مغربيات أو أجنبيات، في السنوات الأخيرة، في إطار ما يسمى الزواج الأبيض، للهجرة إلى أوروبا، إلا أن الظاهرة عادت للانتشار بين المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا، وهذه المرة بهدف الحصول على بطاقة الإقامة العائلية التي تمنح للمواطنين الأوربيين. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الكونفيدينثيال" الإسبانية إلى ارتفاع عدد مغاربة إسبانيا الذين يقدمون على الزواج العرفي أو الزواج الأبيض من نساء حاملات للجنسية الأوربية، خاصة المغربيات أو الغجريات الإسبانيات، مقابل دفع لهن مبالغ مالية تقدر ب60000 درهما. المصدر ذاته ذكر أن غالبية عمليات الزواج تتم عبر وساطة مافيات تعمل كصلة ربط بين الرجال الراغبين في الحصول على الإقامة المدنية الأوربية، والنساء اللواتي يجدن أنفسهن في حاجة إلى المال. وذكرت "الكونفيدينثيال" أنه تم في الصيف الماضي إيقاف زعيم الشبكة المغربية بإسبانيا. والتي تعمل على تزويج مهاجرين مغاربة بنساء حاملات للجنسية الأوربية، كما أن المحققين قاموا بسحب 300 بطاقة للإقامة المدنية الأوربية وهمية من أصحابها، علاوة على توقيف حوالي 88 شخصا بتهم التزوير. يذكر أن كثرة العراقيل والصعوبات التي تضعها الحكومة الإسبانية للحصول على جنسيتها أو بطاقة الإقامة تدفع العديد من المهاجرين المغاربة إلى السقوط في أحضان مافيات الوساطة والترويج ل"الزواج الأبيض" من أجل الحصول على بطاقات وهمية للإقامة بأوربا. وطبقا لأرقام سابقة، فإن %6,84 من مغاربة إسبانية يوجدون في حالة زواج إسباني بمغربية، بينما توجد نسبة %16,92 في حالة زواج مغربي بإسبانية. فيما يبلغ عدد المهاجرين المغاربة في الجارة الشمالية حوالي 800000 مغربيا.