بعد الجدل الكبير الذي خلقه خبر دعوة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى ثلاثين شابا من اليهود المغاربة لقضاء عطلتهم في إسرائيل، ودخول جمعيات حقوقية على خط هذه القضية للمطالبة بالتحقيق فيها و"التصدي" إلى مخططات الإسرائيليين تجاه المغاربة من معتنقي الديانة اليهودية، تتجه جمعيات الكيان العبري إلى"التكتم" على أنشطتها تجاه هذه الفئة من المغاربة. وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، التي نقلت خبر عطلة الثلاثين شابا على موقعها الإلكتروني قبل أن تعمد إلى حذفه، فإن الجدل الذي خلقه انتشار هذا الخبر "قد يعرض حياة 2500 من اليهود في المغرب للخطر"، تورد الصحيفة التي أكدت أن حذف مقالها حول الموضوع جاء "لأسباب أمنية لضمان سلامة المشاركين في الرحلة". وحسب المصدر ذاته، فإن مسؤولا رفيعا في "الوكالة اليهودية"، التي تؤدي دورا محوريا في استقطاب اليهود للاستقرار في إسرائيل، عاب على المؤسسة المنظمة للرحلة المذكورة إرسالها لبيان صحفي إلى وسائل الإعلام حولها، معتبرا أن ذلك "عملا غير مسؤول و لامبال"، لكونه "يهدد سلامة المشاركين في الرحلة"، ما يعني تبعا إلى هذا الكلام أن التكتم حول هذا النوع من الأنشطة تصرف أمثل، تبعا إلى المسؤول نفسه، الذي قال "على الجمعيات المنظمة لهكذا رحلات أن يحولوا اهتمامهم نحو أهدافهم الرئيسية، ويفهموا متى يكون إعلان أنشطتهم قد يتسبب في أذية المشاركين فيها". وكانت عدة جمعيات حقوقية قد عبرت عن امتعاضها من الرحلة التي خاضها الثلاثون شابا من اليهود المغاربة، حيث ذهب بعضها إلى أن هؤلاء "تلقوا تدريبا عسكريا في إسرائيل يستوجب التعامل معهم مثل المقاتلين العائدين من داعش". وجدير بالذكر أن صحيفة "جيروزاليم بوست" كانت قد نقلت أن وزارة الدفاع الإسرائيلية دعت ثلاثين شابا من اليهود المغاربة إلى قضاء العطلة الصيفية في إسرائيل، "استعدادا لهجرتهم المحتملة إليها"، حسب ما أكد المصدر، الذي أوضح أن الشباب، الذين لم يكونوا مرافقين بأي فرد من عائلاتهم، قد زاروا مناطق عديدة في الكيان الصهيوني. ويذكر أن آخر الأرقام المتوفرة، والتي نشرها "معهد السياسات اليهودية للأبحاث"، تشير إلى أن أعداد اليهود المستقرين في المغرب وصلت، خلال عام 2013، حوالي 2400 يهودي، في وقت كان عدد اليهود المغاربة هو 250 ألفا عام 1940، وهاجر في الفترة الممتدة بين عامي 1948 و1961 مائة ألف يهودي مغربي إلى إسرائيل.