بعد الكثير من التخبط والإرتباك عادت إدارة الصحيفة الإسرائيلية " "جيروزاليم بوست" لتعترف بأن نشرها لخبر حول زيارة 30 شابا مغربيا يهوديا إلى إسرائيل لتقي تدريبات عسكرية بأنه أمر "خطير"، وقد أثار الكثير من الإحتجاجات. وكتبت الصحيفة الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء 25 غشت، أن "خبر رحلة الشبان اليهود المغاربة إلى اسرائيل انتشر في العالم العربي على نطاق واسع، مما أثار موجة من الاستياء والقلق في أوساط الطائفة اليهودية هناك". وكان موقع نفس الجريدة قد نشر في وقت مبكر من صباح نفس اليوم مقالا مقتضبا، قبل أن يحذفه، وهو عبارة عن فقرة من بضعة أسطر تقول فيه "إن المقالات التي تتحدث عن الشبان المغاربة الذي تلقوا دريبا عسكريا في اسرائيل للالتحاق بجيشها تشكل خطرا على حياة 2500 يهودي في المغرب". "جيروزاليم بوست": 30 شابا مغربيا في برنامج تدريبي في اسرائيل "جيروزاليم بوست" تحذف خبر 30 يهوديا مغربيا تدربوا في إسرائيل وسبق لإدارة نفس الموقع أن حذف يوم 19 غشت الخبر نشره يوم 20 غشت. وكان موقع "لكم" أول موقع يعيد نشر الموضوع مترجما إلى العربية قبل أن تتناقله عنه مواقع أخرى داخل وخارج المغرب. ويتعلق الخبر كما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست" بقيام "مجموعة مكونة من 30 شابا مغربيا من الطائفة اليهودية سافروا عبر الطائرة، الشهر الماضي، من إسرائيل إلى إسرائيل، مرورا عبر روما، للمشاركة في برنامج سيستغرق 30 يوماً من التدريب البدني والذهني، نظمته أكاديمية أميشاي العسكرية بالتعاون مع الاتحاد الصهيوني الإسرائيلي والمنظمة الصهيونية العالمية، ويجري تنفيذ المشروع تحت رعاية وزارة الدفاع". وفي المقال الجديد الذي نشره موقع الصحيفة الإسرائيلية مساء 25 غشت، عاد الموقع ليعتبر نشر الخبر شكل خطرا على الشباب المتدربين وعلى الطائفة اليهودية في المغرب. وفيما يلي ترجمة المقال الذي تقر فيه "جيروزاليم بوست" بصحة الخبر وخطورته في نفس الآن.
"خلال الأسبوع الماضي، كتبت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن 30 شاباً من اليهود المغاربة قضوا الصيف في برنامج يهدف إلى إعدادهم للهجرة بشكل نهائي والالتحاق بالجيش الدفاع الإسرائيلي. وأنهم سافروا من المغرب إلى إسرائيل في رحلة جوية عبر روما للمشاركة في برنامج استغرق 30 يوما من تدريب البدني والذهني نظمته أكاديمية أميشاي العسكرية بتنسيق مع الاتحاد الصهيوني الإسرائيلي والمنظمة الصهيونية العالمية. ووفقا لبيان صحفي أرسل للصحفيين، يجري تنفيذ المشروع تحت رعاية وزارة الدفاع الاسرائيلي. رغم أن الخبر تم حذفه بسرعة من وسائل الإعلام المحلية، بما فيها صحيفة جيروزاليم بوست، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، إلا أنه سرعان ما انتشر في وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، بما فيها "اسي اين اين" الناطقة بالعربية ووفقا لتقرير غير مؤكد للموقع الإخباري المغربي "يا بلادي"، فإن عدة منظمات غير حكومية مغربية راسلت وزارة الدفاع في حكومة بلادها، وطالبتها بالكشف عن هوية أولئك الشبان، حتى تتم محاكمتهم بتهمة خرق قانون مكافحة الإرهاب. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي من الناحية الأخلاقية يعادل تنظيم "داعش"، ووصفت الرحلة بأنها تشكل تهديدا للأمن القومي المغربي. إن المقالات التي تتحدث عن "تجنيد اليهود المغاربة في الجيش الصهيوني" قد تشكل خطرا على ما يقرب من 2500 يهودي ما زالوا يعيشون في المغرب. وقال مايكل جانكلويز، المتحدث السابق لوسائل الإعلام الدولية في "الوكالة اليهودية لأجل إسرائيل": "إن المنظمين، بتعميم هذا البرنامج على وسائل الإعلام، أبانوا عن سوء التقدير". واضاف أنه :"عند التعامل مع البرامج التي تنظم في إسرائيل، للشباب اليهود من الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، يجب أن يضع سلامة الطائفة اليهودية هناك فوق اعتبارات الجودة الإعلامية التي قد تشكل خطرا على حياة اليهود". وقال مسؤول رفيع في الوكالة اليهودية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "منظمي هذه الرحلة تصرفوا بطريقة أكثر من غير مسؤولة، مهدت الطريق أمام التأويلات الخاطئة للمشروع في الخارج، وجعلت بذلك المشاركين عرضة للخطر. واضاف: "إنهم تعجلوا بهدف التفاخر والتباهي، وجعلوا جولة الشبان تبدو وكأنها عملية شبه عسكرية تخريبية، وبالتالي صارت تغذي الشكوك ونظرية المؤامرة في بعض الدوائر. إن هذه المقاربة المتهورة والطائشة لم تولد فقط موجة من الاتهامات القاسية وغير المؤكدة في وسائل الإعلام المغربية، ولكنها وضعت المشاركين في خطر. يجب على المنظمين أن يحولوا اهتمامهم إلى المهن التي يتقنونها، او على الاقل لا يثيرون فيها الزوابع. وقال ابراهام حاييم، وهو حاخام إسرائيلي سبق أن اشتغل مع الطائفة اليهودية في تركيا وفي سورية إن الوضع "خطير للغاية" وأضاف أنه "سوف يتسبب في العديد من المشاكل لليهود الآخرين هناك." لم يتأت لجروزاليم بوست من الحصول على أي تصريح من المنظمات المذكورة أعلاه؟.