كان يوم جمعة…بشكل مفاجئ أوقفت التلفزة المغربية برمجتها العادية وبثت تلاوات مسترسلة للقرآن الكريم، حينها تناسلت التكهنات، لكن جميعها ارتبطت بالحديث عن الموت.. عن "موت استثنائي" استدعى إيقاف البث العادي للقناة الرسمية. 23 يوليوز، أي في مثل هذا اليوم، لكن قبل 16 سنة، أعلن الخبر اليقين: مات الحسن الثاني. مات الملك الذي حكم المملكة على امتداد 38 سنة، بين متفهم لعدد من قراراته، وبين منتقد لها، لكن الأكيد أن خبر وفاته نزل كالصاعقة على عدد كبير من المغاربة، الذين دخل بعضهم في موجة حزن وبكاء، بل إن كثيرين رفضوا تصديق خبر الوفاة حتى سمعوه من ولي العهد حينها الملك الحالي محمد السادس. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف زوالا حين أعلن عن وفاة الملك، بسبب "نوبة قلبية نتجت عنها مضاعفات لم ينفع معها العلاج"، يقول الملك محمد السادس لحظة نعيه لوالده، داعيا الشعب المغربي إلى "التحلي بالصبر والثبات". شاهد أيضا * 3 مارس.. الذكرى التي حوّلها الحسن الثاني إلى «قدّاس ملكي» » * أزنار يحكي تفاصيل علاقته المعقدة مع الحسن الثاني ومحمد السادس » وكانت شخصية الملك الراحل مثيرة للجدل، جمعت بين العفوية والصرامة. في عهده وقعت العديد من الأحداث الكبيرة التي أثرت فيه، وفي المغرب عموما، أهمها محاولات الاغتيال التي استهدفته، إذ تعرض قصره بالصخيرات، في 10 يوليوز 1971، خلال احتفاله بذكرى ميلاده الثاني والأربعين، لهجوم ما يزيد عن 1400 ضابط، لم يكن أغلبهم يعلم أن الكونوليل امحمد اعبابو يخطط للانقلاب، في عملية أسفرت عن مقتل 100 شخص وجرح 200 شخص من الحاضرين، ونجا منها الملك بأعجوبة. وبعد سنة واحدة، وبينما كان الحسن الثاني يحاول تجاوز أحداث الانقلاب الأول، تعرض لمحاولة انقلاب ثانية، إذ استهدفت طائرة البوينغ الملكية القادمة من فرنسا بهجوم من أربع طائرات مقاتلة من نوع "F-5″، وهي المحاولة التي دبرها الجنرال محمد أوفقير. وتوالت المحاولات الانقلابية ضد الراحل الحسن الثاني، ما جعله يعيش "رعبا"، حسب ما كشفته وثائق سرية للخارجية الأمريكية عام 2014، حيث أوقف عمليات إيفاد عسكريين مغاربة للتدريب في أمريكا، خوفا من تحولهم إلى متمردين حين عودتهم إلى المغرب. اليوم، وبحلول الذكرى 16 لوفاة الراحل الحسن الثاني، تعود الذاكرة بعدد من المغاربة إلى زوال تلك الجمعة، التي أعلن فيها وفاة واحد من أكثر ملوك الدولة العلوية إثارة.