لا تزال جماعة العدل والإحسان تصر على مواقفها الرافضة للمشاركة في العملية السياسية، إذ أكد عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية للجماعة، أن الانتخابات الجماعية المقبلة ستكون شأنها شأن الانتخابات التشريعية "بدون جدوى". وعدم جدوى هذه الاستحقاقات يأتي بالنظر إلى أنها تجرى "في ظل الضبط والتحكم المسبق في الخريطة السياسية"، حسب توضيحات المتوكل خلال لقاء جمعه بالصحافة، يوم أمس الثلاثاء، أكد فيه أن هذه الأوضاع تجعل " الانتخابات لا تؤدي الوظيفة المنتظر منها". وتبعا لذلك، اعتبر المتوكل أنه "من المفارقات العجيبة، وعلى الرغم من قتامة هذا الوضع والحال الذي يشتكي منه الجميع، التساول لماذا لا تشارك العدل والإحسان في العملية السياسية أو تتحالف مع أحزاب قريبة منها"، قبل أن يردف "نشارك مع من؟ وفي ظل أي شروط؟ ولأي هدف؟ لن نشارك للمشاركة فقط". وأورد في هذا الصدد مقولة لمؤسس الجماعة الراحل عبد السلام ياسين، "والذي كان يقول العاقل لا يذهب مع الأفعى"، مضيفا "المخزن أفعى، ومن يقترب من أفعى تأكله، ومن يرد دار المخزن يصاب بالبله". ودعا في هذا السياق إلى "التأمل في مناضلين كانت لهم صولة، ومفكرون وعلماء كان لهم احترام، ولما اقتربوا من الأفعى أكلتهم"، يقول القيادي في الجماعة. وأضاف المتوكل "الحاجة إلى تحالف عريض للتصدي للاستبداد والفساد تتأكد كل يوم"، مشددا على ضرورة تجاوز كل القوى ل"خلافاتها العقيمة في سبيل النهوض بالمغرب"، بالنظر إلى ان "التغيير الذي ننشده جميعا تفرضه إرادة الأمة ولا يتسول من باب الاستبداد"، يقول القيادي في الجماعة. وعلى صعيد آخر، لفت المتوكل إلى ما اعتبره "اسفاف غير مسبوق في الخطاب السياسي"، والذي ربطه بما تقوم به الأنظمة الاستبدادية التي تحاول "جر الانتباه إلى معارك كثيرة جانبية"، ضاربا المثال بمعركة التنورة، وذلك بهدف "صرف الناس عن الداء الأكبر وهو الداء والفساد". وعلى هذا الأساس، خلص المتوكل إلى أن "النظام السياسي للمغرب ما يزال وفيا للطبيعة المخزنية الموروثة التي لم يتغير منها أي شيء"، ما أدى إلى أن "كل المحاولات التي رامت الإصلاح في الداخل باءت بالفشل"، موضحا أن "كل هذه المحاولات تلقى المآل نفسه، ليس لعدم كفاءة أصحابها، بل بسبب الشروط المعرقلة التي توضع أمامهم"، يردف المتحدث نفسه.