أطلق عبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان وعضو مجلس إرشادها، النار في جميع الاتجاهات مهاجما العديد من مكونات المشهد السياسي المغربي، بدءا بالمخزن والملكية والدستور إلى الأحزاب والحكومة وحتى بعض مكونات حركة "20 فبراير"، وذلك خلال استضافته بداية هذا الأسبوع على قناة "الحوار الفضائية" ضمن برنامج "محطات مغاربية" الذي ينشطه الإعلامي التونسي محمد العقربي. وقال المتوكل في الحلقة التي عنونت ب "الجماعة مسيرة وسيرة"، "إن الكثير من الأحزاب المغربية فاسدة والشعب المغربي يعرف هذا، ولا يمكنك التحالف مع المفسد من أجل الإصلاح". مشيرا في هذا الصدد إلى حزب التجمع الوطني للأحرار وما تم من تحالف بينه وبين حزب العدالة والتنمية. القيادي في جماعة الشيخ ياسين أكد أن التغيير الذي ينتظره المغاربة لا يمكن أن يتحقق "بهذه الحكومة وبهذه الظروف وبهذا الدستور الذي يكرس الاستبداد". وأضاف في حديثه عن المشاركة السياسية أن "شروط المخزن مقيدة ومذلة وبالتالي من الصعب أن نقبل بها"، وأردف المتوكل "إن المشاركة تقتضي الالتزام بمربع ضيق، وأن كل من يناقش الأمور الأساسية مع الملكية من قبيل البيعة واحتكار السلط يكون مصيره الرفض والتضييق". المسؤول بالجماعة التي قال إنها "أكبر تنظيم إسلامي بالمغرب" ذكر أن بعض المشاركين في "حراك 20 فبراير"، "لم يكونوا في حجم اللحظة السياسية، وكان هناك هجوم شرس على الجماعة، وهناك من لم يقدر حجم تضحيات وتنازلات الجماعة" مشيرا إلى أنها دخلت الحراك بوعي ووفق مقاربة واقعية. المتوكل شدد على أن الداء العضال في المغرب كما باقي البلدان العربية والإسلامية "هو الاستبداد والفساد، مشيرا إلى أنه ينبغي أن تحل إشكالية النظام السياسي ويؤسس على أساس جديد وديمقراطية حقيقية تعبر عن روح القرن الواحد والعشرين، معتبرا أن ما يتم في المغرب "هو مناورة وهكذا لن يتم التغيير مادامت الملكية تستأثر بكل السلطات". وجدد المتوكل التذكير بموقف الجماعة من انتخابات 04 شتنبر 2015 الجماعية في المغرب، بالقول "الانتخابات الأخيرة كانت أضحوكة ومهزلة شهد بها القاصي والداني، بل حتى الملك والأحزاب معارضة وأغلبية تحدثوا عن فسادها متسائلا ف"هل ندخل للفساد أم لتزكيته؟ معلقا "لا نشارك في الانتخابات لأنها عملية عبثية لا يمكن من خلالها لأي حزب الحصول على الأغلبية ولا تنفيذ برنامجه". وحول حصيلة ما حققته الجماعة للمغرب من خلال مقاطعتها؟ أجاب المتوكل بسؤال آخر، وما الذي حققه المشاركون؟ مشيرا إلى أن الذي حقق ما تحقق في المغرب هو الضغط الذي مارسه من هم خارج المشاركة وليس المتواجدون داخلها.