يبدو أن جماعة العدل و الإحسان لازالت متمسكة بمواقفها السياسية بالرغم من التحولات الاجتماعية والسياسية سواء الوطنية والعربية والدولية التي طرأت على العالم مؤخرا، إن لم نقل على أن هذه التطورات زادت في تشبت هذه الجماعة بتلك المواقف السياسية التي راهنت الدولة على تليينها في فترة معينة من أجل الوصول إلى توافق من أجل إدماج الجماعة في اللعبة السياسية. مناسبة هذا الحديث هو اللقاء الإعلامي الذي نظمته الجماعة يوم الثلاثاء بمقرها المركزي بسلا، إذ أكد عبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية للجماعة على أن العدل و الإحسان بعيدة المدى للمشاركة في اللعبة السياسية، "نشارك مع من؟ وفي ظل أية شروط، ولأي هدف؟" قال، حيث ذكر أنه لا يمكن الثقة في المخزن الذي شبهه بالأفعى مستندا في ذلك إلى قولة لمرشد الجماعة الراحل عبد السلام ياسين وذكر المتوكل أن كل المحاولات التي رامت الإصلاح من الداخل باءت بالفشل، وعلى أن الانتخابات المقبلة لن تكون لها أية جدوى في ظل التحكم والضبط للخريطة السياسية ولن تؤدي الوظيفة المنتظرة منها. من جانبه شدد عمر أحرشان عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة على أن هذه الأخيرة "ليست جماعة تكفيرية أو جماعة عدمية لكننا سوف لن نكون شهود زور"، مضيفا في نفس الاتجاه على أن "النسق السياسي المغربي مغلق تغيب فيه التعددية السياسية الحقيقية، ويعتمد بالأساس على الريع السياسي والاقتصادي و الإعلامي". وفي معرض جوابه على سؤال حول الاعتداء الذي تعرض له شخص مثلي بفاس، أوضح احرشان على أن جماعة العدل والإحسان مع الحريات الفردية لكنها يجب أن تكون منصوص عليها في القانون والدستور، مستدركا بأن من يثير مثل هذه القضايا يسعى لإلهاء المغاربة عن القضايا الأساسية.واعتبرت أمال جبر عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة، في نفس اللقاء التواصلي مع الصحافة أن الدعوة لجبهة عريضة تؤمن بالحوار من قبل جماعة العدل والإحسان ليست دعوة تاكتيكية أو مناورة سياسية، بل هي منهج استراتيجي تؤمن به الجماعة لأن الواقع يحتاج إلى تضافر الجهود لإقرار التغيير والانتقال. وبخصوص الوقفات الاحتجاجية والتضامنية التي قامت بها الجماعة في المساجد للتضامن مع الإخوان المسلمين بمصر ، أوضحت في ردها على أحد الاسئلة على أن "التضامن جاء انطلاقا من مبدأ ليس شرطا أن يكون المظلوم منا لنصرته، ونصرة المظلوم واجب ديني قبل ان يكون واجبا سياسيا، وأن النظام الانقلابي بمصر أسس نظام الشرعية على الآلة العسكرية والدعم الخليجي والمواجهة بالنار" حسب قولها.