بنكيران ظاهرة سياسية وآلة تواصلية وقوة خطابية وزعامة فرضت نفسها اليوم هذه حقائق لا يختلف حولها خصوم بنكيران كما أصدقاؤه.. هو رجل مثير للجدل طبع مرحلة سياسية بأكملها بما له وما عليه، هو رئيس اول حكومة بعد الدستور الجديد والربيع الجديد والوعود الجديدة بالإصلاح والتغيير … عندما يفرح يطلق نكات وضحكات لا تخلوا من رسائل سياسية ، عندما يغضب يخرج أسلحته الثقيلة في وجه خصومه ويبدأ في إطلاق النار يتحدث بأكثر من لغة الا لغة الخشب .. سيرة بنكيران صارت اليوم على كل لسان فهناك من يحبه وهناك من يكرهه وهناك من يقف في الوسط بين الحب والكره يتفق معه ويختلف حسب الظروف والأحوال لكن الجميع يتابع خطبه قراراته معاركه خرجاته وحتى صمته صار يول اليوم في الساحة السياسة وتعطى له مبررات ودلالات … للاقتراب اكثر من بنكيران الانسان نخصص هذه السلسلة الرمضانية للحديث مع الرجل الثاني في الدولة على لسانه وبالرجوع الى ذاكرته هو دون وساطة او توسط .. بعيدا عن السياسة قريبا من بنكيران المواطن والغرض ان نفهم زعيم العدالة والتنمية اكثر ان نعيد قراءة سيرته ومراحل تشكل وعيه وتضاريس الواقع الذي احاط به انها سلسلة للاقتراب اكثر من هذا الذي صار سيرة على كل لسان لنتابع الحلقة الثانية :بنكيران: مازلت أصلي التراويح في الشارع خارج المسجد لكن الحراس يرافقونني رغم انتقاله من حياة المواطن العادي المعتنق لموقف سياسي والمصنّف ضمن خانة المعارضين، إلى موقع المسؤولية الذي يجعله الشخصية الثانية في البلاد بعد الملك، يحافظ عبد الإله بنكيران على عاداته وطقوسه الرمضانية. ففي الوقت الذي يستمرّ فيه بنكيران في الإقامة في بيته العائلي القريب من أحياء شعبية في مدينة الرباط، مازال يقصد المسجد نفسه بحي ديور الجامع، المعروف بمجاورته إحدى محطات الوقود، حيث يمكنك أن تجد رئيس الحكومة جالسا فوق الإسفلت وسط الشارع في أوقات امتلاء المسجد بالمصلّين، خاصة في شهر رمضان وصلاة التراويح. «نعم أحرص على أداء صلاة التراويح بانتظام، وعندما يكون المقرئ جيدا كايبقاو فيا هادوك للي حبسوا وانسحبوا»، يجيب بنكيران عن سؤال ل«أخبار اليوم». وعن التغيير الذي قد يكون توليه المسؤولية الحكومية قد أدخله على عاداته اليومية، بما فيها صلاة التراويح، أضاف بنكيران ألا شيء تغيّر، «فقط في السابق كنت أذهب لوحدي، أما الآن فيرافقني أحد الحراس الأمنيين. هذا كل ما تغيّر». وحين سألته «أخبار اليوم» إن كانت الحراسة الأمنية ترافقه في صلاة الفجر أيضا، قال إنه لا يؤدي هذه الصلاة كثيرا في المسجد، «لدي حالة خاصة في النوم، حيث لا أستطيع النوم ثم الاستيقاظ للصلاة، فإما أبقى مستيقظا إلى ما بعد الصبح، أو أنام فلا أستيقظ الاستيقاظ بحلول موعده، لكن عموما أنا لست تقيّا بشكل كبير» (يضحك). رئيس الحكومة أكد أنه ممن يؤدون الصلاة في كثير من المرات وسط الشارع، «أنا شخصيا من الناس الذين يصلون في الشارع، ليس لأنني أحب ذلك، بل لأنني أصل متأخرا قليلا فأجد مكاني في الشارع، وفالحقيقة تايعجبني الشارع دابا لأنه شوية مبرّد… أكمل التراويح لكنني، للأسف، لا أحضر تلك الركعات التي تسبق صلاة الصبح، لأنني ما تايكونش عندي الحضور الذهني باش نمشي ليها