بنكيران ظاهرة سياسية وآلة تواصلية وقوة خطابية وزعامة فرضت نفسها اليوم هذه حقائق لا يختلف حولها خصوم بنكيران كما أصدقاؤه.. هو رجل مثير للجدل طبع مرحلة سياسية بأكملها بما له وما عليه، هو رئيس اول حكومة بعد الدستور الجديد والربيع الجديد والوعود الجديدة بالإصلاح والتغيير … عندما يفرح يطلق نكات وضحكات لا تخلوا من رسائل سياسية ، عندما يغضب يخرج أسلحته الثقيلة في وجه خصومه ويبدأ في إطلاق النار يتحدث بأكثر من لغة الا لغة الخشب .. سيرة بنكيران صارت اليوم على كل لسان فهناك من يحبه وهناك من يكرهه وهناك من يقف في الوسط بين الحب والكره يتفق معه ويختلف حسب الظروف والأحوال لكن الجميع يتابع خطبه قراراته معاركه خرجاته وحتى صمته صار يول اليوم في الساحة السياسة وتعطى له مبررات ودلالات … للاقتراب اكثر من بنكيران الانسان نخصص هذه السلسلة الرمضانية للحديث مع الرجل الثاني في الدولة على لسانه وبالرجوع الى ذاكرته هو دون وساطة او توسط .. بعيدا عن السياسة قريبا من بنكيران المواطن والغرض ان نفهم زعيم العدالة والتنمية اكثر ان نعيد قراءة سيرته ومراحل تشكل وعيه وتضاريس الواقع الذي احاط به انها سلسلة للاقتراب اكثر من هذا الذي صار سيرة على كل لسان لنتابع .. الحلقة الأولى : أخي الأكبر شبعني عصا حين حاولت أن أصوم في سن مبكرة في دردشة رمضانية خفيفة بعيدا عن أسرار السياسة وملفاتها الكبرى، كشف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قصة عالقة بذهنه تعود إلى أيام طفولته في علاقة بشهر رمضان، حيث كان يحاول أن يقدم على الصوم في سنّ مبكّرة رغم رفض الأسرة خوفا عليه من انعكاسات الصوم المبكّر على الصحة. «كنت صغيرا، ورغم ذلك كنت أحب أن أصوم ولو يوما واحدا من شهر رمضان، وفي أحد الأيام قرّرت أن أصوم، فحاول أخي الأكبر أن يمنعني وأمرني وألحّ علي بالإفطار فرفضت، فأخذ يضربني، وأنا كانقوليه والو ما نفطرش، وبكلّ صراحة شبّعني عصا في ذلك اليوم». الطريف في هذه القصة أن محاولة الطفل عبد الإله بنكيران الصوم كانت في آخر أيام شهر رمضان، أي اليوم الثلاثين، ونظرا إلى ضعف وسائل الاتصال والأخبار حينها، لم يكن خبر رؤية الهلال في الليلة السابقة قد بلغ إلى علم المغاربة، «وفي الساعة الحادية عشرة صباحا تقريبا، تم إعلان رؤية هلال شوال، فكان ذلك اليوم هو يوم العيد فأفطر الجميع»، يقول بنكيران ضاحكا. بنكيران قال إن توليه مسؤولية رئاسة الحكومة لم يغيّر طبيعة يومه الرمضاني، وقال إنه لا يصاب بحالة «الترمضينة» التي تنتاب الكثيرين، «بالعكس، كانشعر براسي على خير وبخير، يعني ماكاينش شي انزعاج ولا شي ترمضينة زعما، بالعكس، الحمد لله ففي رمضان يتيسّر من العمل ما لا يتيسّر في غيره، خاصة أن عالم السياسة يحرمك من لحظات السكينة وقراءة القرآن والتدبّر…». وأوضح بنكيران أن رمضان يمثّل فرصة للاجتماع بالأسرة «التي نادرا ما تجتمع في باقي شهور السنة بفعل انشغالات أفرادها، فتكون مائدة الإفطار فرصة للقاء…».