كرنفال بوجلود أو كما يسميه البعض بلغة إيمازيغن «بيلماون»، يجري خلاله اقتناء جلود الماعز لغسلها وقياسها مع أجساد المشاركين في المهرجان الاحتفالي، حتى يتم توظيفها لباسا إبان أيام المهرجان الذي انطلق يوم الاحد الماضي، في الدشيرة (ضواحي أكادير). ويطلق اسم «بيلماون» على من يرتدي جلد الماعز ويقوم بطلاء الوجه إما بصباغتها أو وضع الفحم الأسود بعد دقه ومزجه ليخفي ملامح وجه الشباب المشارك في التظاهرة، حتى لا يتمكن الناس من معرفته والفرار منه، كما يحمل بوجلود في يده إما حزاما جلديا أو رجل خروف لتصبح أداة لضرب كل من يرفض أداء «الصدقات والأتاوات». فيما تقوم المجموعة المرافقة له بمهام التنشيط عبر فرق موسيقية شعبية توظف فيها أدوات محلية عادية كالدفوف وآلات «كانكا» (الطبل) ونحوها من الآلات ذات الاسم المحلي الأمازيغي، كما يعمد بعض الشباب ضمن فريق الكرنفال إلى تقمص شخصيات تتوزع بين العسكرية والمدنية من قبيل الدركي والشرطي والمايسترو وغيرها تكتسي طابع الطرافة. ويستمر المهرجان والاحتفالات ثلاثة أيام بعد العيد، بل أحيانا أكثر من أسبوع. هذا، وإذا كان تنظيم مهرجان بوجلود يتم على إيقاع موسيقى كناوة يروم إحياء التراث الأصيل بحسب إفادات المنظمين ل»أخبار اليوم»، غير أن الأحداث التي ترافقه على صعيد جل أحياء سوس تجعله في منأى عن هذا الهدف. كما تشكل المناسبة لدى «ممتهني بوجلود» أثناء الاحتفال بالتقاليد، مقابل تساهل السلطات ليقوموا باعتراض سبيل المارة وسلبهم ممتلكاتهم دونما تضييق. وهو ما يوقع السكان في حرج ومضايقات بحيث يضطرون إلى الاحتماء ببيوتهم أو مغادرة الموقع إلى حين انتهاء الاحتفالات. هذا، وقد شهدت عدد من مناطق سوس أحداثا أليمة وصلت إلى حد ارتكاب جرائم نتيجة لهذه العادة، حيث جرى اعتقال نحو 31 فردا من لدن السلطات المحلية قدموا إلى العدالة، من بينهم عضو اللجنة التنظيمية لجمعية أناروز وبحوزته سلاح أبيض «سيف 50 سنتيمترا». وكانت المنطقة قد شهدت العام ما قبل الماضي حادثا مأساويا تمثل في أن أحد عناصر «بوجلود» قضى طعنا بسكين إثر مشاداة كلامية مع أحد الشبان، كما تستغل بعض الجهات مناسبة «بيلماون» في لغة أهالي المنطقة الأمازيغية لتحصيل الأموال التى تجنيها من عمليات بيع جلود الاحتفال ببوجلود، إذ أن إحداها غنمت ما يفوق 5 ملايين سنتيم بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.