عرفت الاحتفالات بعيد الأضحى لهذا العام بسوس بعض الانزلاقات الأمنية خاصة مع انطلاق ما يسمى بكرنفال "بوجلود" أو "بيلماون" مباشرة بعد يوم العيد. فقد عرفت أحياء الدشيرة بضواحي أكادير أحداثا غير عادية مع انطلاق كرنفال بوجلود وصلت لحد التضييق على حريات المواطنين بالاعتداء بالضرب وسلب ممتلكاتهم. ونتيجة لهذه الاضطرابات تدخلت السلطة المحلية وعملت على اعتقال 31 شخص وتقديمهم إلى العدالة و من بينهم عضو اللجنة التنظيمية لاحتفالات بوجلود المنتمي لإحدى الجمعيات وبحوزته سلاح أبيض، سيف يبلغ طوله 50 سنتيمتر. كما لا حظ المواطنون أن منظمي "بوجلود" يستغلون ذريعة الاحتفال بالتقاليد وتساهل السلطات ليقوموا باعتراض سبيل المارة وسلبهم أموالهم وكدا الاعتداء على الفتيات والنساء. وقد جارت العادة بمناسبة حلول عيد الأضحى أن يحتفل بكرنفال بوجلود أو كما يسميه البعض "بيلماون"، حيث يتم اقتناء جلود المعز لغسلها وقياسها مع الأجساد وبالتالي لباسها خلال أيام العيد كما أن الشباب يفضل لبس جلود الماعز لأنها اخف من جلود الخرفان. ويطلق اسم (بوجلود) على من يرتدي جلود أضاحي العيد، كما يقومون بطلاء الوجه إما بصباغتها أو وضع الفحم الأسود بعد دقه ومزجه ليخفي ملامح الشباب حتى لا يتمكن الآخرون من معرفته و الفرار منه ويحمل بوجلود في يده أما حزاما جلديا أو رجل الخروف لتصبح أداته لضرب الغير. و البعض يقوم بعمل فرق موسيقية شعبية من خلال استخدام أدوات محلية عادية كالطبل أو الدفوف وآلات أخرى لها أسماء محلية ويقوم الشباب بتقمص العديد من الشخصيات وغالبا ما تكون مضحكة أما اقتباس لباس السلطات أو مهن معينة وللإشارة فكرنفال هذه السنة تم اقتباس المجلس البلدي للدشيرة في قبر وكتب عليه " قبر المجلس البلدي للدشيرة ". و يستمر هذا المهرجان و الاحتفالات عدة أيام بعد العيد بل أحيانا يستمر أكثر من أسبوع فالبعض يضحك و الأخر يركد هربا من بوجلود قد يكون صاحبه فيهرب منه هربا من الضرب ،فأحيانا يجتمع أكثر من بوجلود على شخص غالبا يكون صديق لهم فيشبعونه ضربا لكن الغريب أن الأمر أصبح معتادا عليه ولا يمكن تصور العيد بدون هذه الاحتفالات. وفي السنوات الأخيرة يلاحظ تخلي سكان القرى بسوس عن هذه العادة التي قيل أنها من الأعمال التي تخرج عن الدين الإسلامي كبدعة مقتبسة من خارج السنة المتبعة في المغرب، وفي المقابل عرفت نفس العادة إقبالا ببعض حواضر سوس وأصبح بوجلود مناسبة ثقافية أصيلة تحتفل بها الجمعيات الثقافية الامازيغية تحت أسماء مختلفة "كرنفال بوجلود" "مهرجان بيلماون" على إيقاعات فنية متعددة مصاحبة لتنظيم استعراضات في الشوارع وسهرات موسيقية في الساحات العمومية، وحسب المنظمين فإن الهدف من الاحتفال هو إحياء التراث الامازيغي الأصيل. إلا أن العديد من المتتبعين يستنكرون ما يسبب هذا النوع من الاحتفال من مشاكل ومضايقات للعديد من الأسر والمواطنين الذين يمتنعون من زيارة مناطق كالدشيرة وانزكان وايت ملول وبعض أحياء مدينة أكادير طيلة مدة مهرجان تجنبا لاعتداءات ما يسمى ببوجلود.والكل يتذكر حادثة مقتل أحد المرتدين لهذه الجلود وهو الشاب الذي لقي حتفه طعنا بسكين قبل سنتين بعد مشادة كلامية مع احد شباب المنطقة إضافة إلى عدد من حوادث كالضرب والجرح وأعمال السرقة والسكر وتناول المخدرات بالإضافة استغلال هذه الاحتفالات لإغراض سياسية كما وقع في احتفال هذا العام بالدشيرة . فهل سيرتقي منظمو هذا الاحتفال إلى مستوى تنظيمه والتنسيق بين مختلف الجمعيات بالمنطقة لإنجاح الاحتفالات دون أضرار، تقول مصادرنا، أم سينتظرون منع التظاهرة من طرف السلطات لما تعرفه من انزلاق أمني؟.