يبدو أن جدل سحب الفرق البرلمانية لأسئلة آنية كانت موجهة لوزير الاتصال، مصطفى الخلفي، عقب بث القناة الثانية لحفلة جينيفر لوبيز على القناة الثانية، لن يتوقف قريبا، على الأقل داخل الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية. آخر الردود جاءت من النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين، عن العدالة والتنمية، التي عبرت عن عدم رضاها على سحب السؤال عقب "تدخل" وزير الداخلية، حيث قالت: "إحساس سيء ذلك الذي ينتابك وأنت تنتمي لبرلمان لايزال يسحب أسئلة مبرمجة في إطار ممارسة اختصاصه الرقابي على الحكومة بمجرد اتصال وزير الداخلية بالفرق النيابية يطلب منها السحب". يذكر أن ما ذكرته ماء العينين يناقض ما سبق أن صرح به عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، الذي نفى ل"اليوم24″ أن يكون قد جرى سحب السؤال أو أن يكون وزير الداخلية طلب منهم ذلك، مؤكدا أنه لازال ينتظر موافقة الحكومة الجواب عنه كسؤال آني. وتساءلت ماء العينين، في تدوينة لها على حسابها في الفايسبوك: "كيف نقنع أنفسنا ونقنع الشباب من بعدنا أننا في مغرب جديد؟"، لتجيب: "هي إخفاقاتنا وإحباطاتنا التي يجب أن نعترف بها وألا نكون جزء من تبريرها. البرلمانات في العالم وجدت لتراقب الحكومات وليس العكس، لا معنى أن ينشغل المغاربة جميعا بموازين وسهرة لوبيز والبث التلفزي وينشغل البرلمان بطرح أسئلة باردة لا معنى لها تهم موضوعات لا علاقة لها بالجدل الدائر". وانتقدت البرلمانية ذاتها هذا السلوك، مؤكدة أنه يضعف المؤسسات أكثر مما هي ضعيفة، بذلك "ندع الشباب يتجاوزها بالتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بالضبط كما تم تجاوز البرلمان والأحزاب السياسية في موضوعات متعددة استطاع الضغط الشعبي أن يؤثر في القرار بشأنها". قبل أن تضيف: "ليس الحل هو عزل البرلمان عن النقاش العمومي وتكريس الصورة الراسخة عنه في المخيال الجماعي، كمؤسسة ضعيفة تلوك خطابا موجها نمطيا مكرورا وكأنها تؤدي واجبا روتينيا لا مفر منه"، بل الحل، تضيف "هو التفكير القبلي في عواقب السلوكات الاستفزازية ومآلاتها الخطيرة وتأثيرها السلبي على وحدة المجتمع وانسجامه واستقراره (..) الحل هو رفع الوصاية عن البرلمان وباقي المؤسسات ليؤدي كل دوره كما يجب. الحل هو أن ننعش الأمل في بناء دولة الديمقراطية والمؤسسات الحقيقية. الحل هو تجنب تعميم اليأس واللامعنى"، على مد تعبيرها.