قرّرت، أخيرا، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إنهاء مهام نورالدين قراط خطيب مسجد محمد السادس (قرب المحطة الطرقية) وأستاذ في كلية الأداب في وجدة، وعلى الرغم من أن القرار الذي اطلع عليه "اليوم24" لم يورد الأسباب التي دفعت بالوزارة إلى اتخاذ هذا القرار. وكان المعني بالأمر قد توصل قبل قرار التوقيف بثلاثة استفسارات حول مضمون خطبه بتاريخ 3 و10 و17 أبريل الماضي، والتي تطرق فيها إلى عدة مواضيع، منها العملية العسكرية التي تقودها السعودية (عاصفة الحزم)، والتي يشارك فيها المغرب ضد الحوثيين في اليمن. ومما ورد في أحد الاستفسارات التي اطلع عليها "اليوم24″، أن الخطيب تطرق في حديثه إلى مواضيع تخالف الضوابط المعمول بها، وشكك في أهداف عاصفة الحزم، كما ورد في آخر أنه تطاول على وزير التعليم العالي و"وصفه بأنه من دون هوية في اللغة العربية"، وأضاف "لقد بلغ إلى علم المندوبية تطرقك في خطبك لمواضيع تنافي الضوابط المنصوص عليها بدليل الإمام والخطيب والواعظ، التي تنص على أن يتجنب خطيب الجمعة المعارك الشخصية، والسياسية، والمشاحنات الإعلامية في خطبه". ومن جانبه، قال الخطيب السابق في تصريح ل"اليوم24″، إنه بالفعل تطرق إلى عاصفة الحزم، لكن ليس كما ورد في استفسارات وزارة الأوقاف، إذ قال في هذا السياق: "قلت إن بعض الدول التي ترفع شعار عاصفة الحزم كانت سببا في تقسيم بعض الدول العربية، وجعل بعض الدول على حافة الهاوية، ولم أشر إلى أي دولة عكس ما ورد في الاستفسار الذي أشار إلى السعودية". وأكد المتحدث نفسه، أيضا أنه قال خلال إحدى خطبه إنه يتمنى "أن تستمر هذه الحركة، أي عاصفة الحزم، التي فاجأت العالم العربي وفاجأتنا إلى أن تحرر لنا القدس"، وعما ورد في أحد الاستفسارات من كونه تطاول على وزير التعليم العالي، نفى قراط أن يكون تحدث عن هذا الوزير، مشيرا إلى أنه تطرق في إحدى الخطب في سياق حديثه عن محاضن التربية إلى المدرسة في مراحلها الأولى، وأشار إلى أن مهمتها التربية أولا، ثم التعليم ثانيا "إن التربية الآن تكاد تنعدم في مدارسنا، أما التعليم فحدث ولا حرج"، وقلت في هذا السياق "كيف ينهض بهذا القطاع والمسؤول عنه يتنكر لهوية وطنه لأنه سُؤل بالعربية فرفض أن يجيب"، في إشارة منه إلى الوزير رشيد بلمختار. وأكد قراط كذلك، أنه انتقد وزير الأوقاف عندما تحدث عن المسجد الذي يخطب فيه، إذ قال إنه عوض أن يهتم الوزير بالمسجد والتشجيع على تصحيح المفاهيم "يقوم ببعث مذكرة لمنع الخطباء من الالتقاء بالمنتمين سياسيا.