كشفت مصادر مسؤولة من داخل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن توجيها عاما لصالح الخطباء يفيد بضرورة التحذير من خطر الشيعة والتطرف، عبر خطب الجمعة والدروس التي يلقيها الوعاظ والمرشدون المعتمدون من طرف المجالس العلمية، "دون الاشارة إلى اسم أي تنظيم أو تيار"، مؤكدتا أن هذا التوجيه انطلق منذ مدة سبقت اندلاع الحرب على الحوثيين في اليمن. ونفى عدد من الخطباء، أن يكون هناك تكليف بشن حرب كلامية من فوق المنابر تحذر من الحوثيين وتدعم مشاركة المغرب في "عاصفة الحوم"، وشددوا على أن وزارة الأوقاف طلبت منهم الحرص على سكينة المساجد وعدم تهييج النفوس، باعتماد خطب تسير في منحى الحفاظ على استقرار المجتمع وأمن الدولة مع التذكير بثوابت المملكة، دون ذكر ل"داعش" أو "الحوثيين" بالاسم. وفي تصريح إعلامي، ذكر الخطيب والداعية فؤاد الشمالي، أن المغرب ومنذ القدم اعتمد في مساجده نهج المذهب المالكي، مشيرا إلى أن الخطب التي تلقى كل جمعة تكون حريصة على مواجهة الفكر الشيعي والمتطرف والتنبيه لخطر انتشارهما في المجتمع المغربي، مبينا أن الحرص على الصلاة الابراهيمية على الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الخطبة والترضي على الصحابة الأربعة "يدخل في الرد على المد الشيعي"، وأن الدعاء للملك "يدخل في إطار الرد على الخوارج ممن يدعون للخروج على الإمام". وأضاف الشمالي، أن دور الخطيب على منبره يبقى جوهريا، "لذلك يجب أن يكون متمكنا من منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، وألا يخلط بين العقائد كالمعتزلة والخوارج، مع ضرورة أن يكون لسانه وسطيا من أجل التوضيح وليس التعليق ليحافظ على سكينة المساجد"، مؤكدا على أن خطب الجمعة التي تلقي على ألسنة الخطباء ينبغي أن تخدم في الأسلوب والمضمون "المصلحة العامة للبلاد". ويأتي هذا التوجيه في الوقت الذي تستمر فيه عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن، التي تقودها السعودية بتحالف مع دول عربية ومن بينها المغرب ضد معاقل الحوثيين، وذلك بهدف توحيد خطب الجمعة في منابر عدد من مساجد الدول العربية، لتشديد التحذير من الشيعة و"داعش" لاعتبارهما خطرا على العقيدة الاسلامية وأمن الأوطان. وفي سياق متصل كشفت وكالة الاستخبارات الأمريكية مؤخرا، أن المغرب يوجد على رأس لائحة الدول الإفريقية القليلة المستهدفة من قبل مصالح مكافحة التجسس الايرانية حيث تحاول طهران، أن توسع من دائرة تأثيرها الاجتماعي بين مواطنيه باعتباره أصبح موطن أكبر الأقليات الشيعية بالقارة الإفريقية.