وضع معتقل سابق أسرته وساكنة حي ابن سينا بأكدال على أعصابهم طوال ساعات امتدت من ليلة الاربعاءالى غاية منتصف ليلة امس الخميس، حينما أحرق بيته وتسلل إلى بيت مجاور وهدد بالانتحار و الاعتداء بسكين على كل من اقترب منه، وذلك بعد أقل من يومين من وصوله إلى التراب الوطني، حيث قضى عقوبة سجنية طويلة تناهز العشر سنوات بتهمة الإرهاب ببريطانيا. بعد عودة الابن الثلاثيني "ي.ت" إلى بيت الأسرة في الرباط، بعد سنوات من الغياب قضاها في غياهب السجون البريطانية، فاجأ الأسرة بسلوكه العنيف، ودخل في شجار حاد معها بسبب تصرفات اعتبرها "حراماً"، ثم عمد إلى الهروب وإضرام النار في بيته وفي الطابق الرابع من العمارة وصولا إلى السطح، ما أثار هلع الجيران الذين هربوا إلى الخارج، خوفا من الاختناق. اختفى المتهم عن الأنظار، وعاد السكان إلى بيوتهم بعدما تمت طمأنتهم، فيما كان المعني بالأمر حينها يقفز بين أسطح العمارات المجاورة إلى أن استقر في واحدة منها، وتسلل إلى أحد البيوت التي سافر سكانها منذ خمسة أيام واحتمى بها، ومنذ الساعات الأولى لصباح امس الخميس حاول الأب وأفراد أسرته إضافة إلى عناصر الشرطة إقناعه بتسليم نفسه، إلا أنه بات يهدد بالاعتداء بسكين من الحجم الكبير كل من يقترب منه، قبل أن يقف على حافة شرفة الشقة ملوحا بالانتحار. الشاب الذي كان واضحا أنه يتمتع ببنية جسمانية قوية ولحية كثيفة، ظل يواجه رجال الأمن الذين حاولوا التفاوض معه بكل الطرق، إلى أن قرر إحراق ذلك البيت الذي كان يحتمي به ليسارع رجال الإطفاء بدورهم إلى الحريق. وبعد حوالي ساعتين من ذلك، قرر رجال الأمن إنهاء حالة الرعب التي خلفها الإرهابي، وقرروا محاصرته واقتحام الشقة من سطح العمارة المحادية فضلا عن قيامهم بالصعود إليه عبر السلالم الآلية لشاحنات الوقاية المدنية، بعدما فشلت كل المحاولات في إقناعه بتسليم نفسه ووضع نهاية سلمية للحادثة التي روعت سكان حي ابن سينا الهادئ بأكدال. ونجح رجال الأمن في توقيف المتهم بعدما جردوه من السلاح الأبيض الذي كان يحمله، وقاموا باعتقاله واخراجه من العمارة المجاورة، حيث تسللوا للقبض عليه، فيما بدت أسرة "ت.ي" مستاءة جدا من الواقعة، خصوصا والده الذي دخل في نقاش حاد رفقة عناصر الأمن التي منعته من الاقتراب من ابنه، لحظة الاعتقال. الى ذلك، كادت قصة الشاب المغربي ان تتسبب في أزمة مع بريطانيا، حيث ذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن وزير الداخلية المغربي اتصل بنظيره البريطاني ليعبر له عن استياء السلطات المغربية على إثر طرد مواطن مغربي أدين من أجل الإرهاب في بريطانيا. وأوضح البلاغ أن المواطن المغربي، الذي طرد اول أمس الأربعاء من بريطانيا، حيث كان يقضي عقوبة سجنية لارتكابه أفعالا إرهابية، أضرم النار بمنزل والديه، الكائن بمدينة الرباط، ورفض تسليم نفسه لقوات الأمن مهددا إياهم بالسلاح الأبيض. وأضاف المصدر ذاته أن " وزير الداخلية، وعقب هذا الحادث، اتصل بنظيره البريطاني للتعبير عن استياء السلطات المغربية ". وبالفعل، يشير البلاغ، فإن السلطات البريطانية لم تقم بالإشعار بمدى خطورة هذا الشخص، وأصرت على أن يبقى طليقا، مهددا بذلك حياة الأشخاص. ويتعلق الأمر، حسب البلاغ، بعملية معقدة، حيث يهدد هذا الشخص بإلقاء نفسه من سطح مسكنه العائلي، أو الهجوم بالسلاح الأبيض على أي شخص يقترب منه.