تمكنت مساء أمس الخميس في حدود الساعة الحادية عشر ليلا، المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط، من توقيف المواطن المغربي يونس التسولي الذي أضرم النار عمدا بمنزل والديه بحي أكدال بالعاصمة الرباط، و تحصن بأحد السطوح، مهددا المواطنين وعناصر الأمن بواسطة أسلحة بيضاء. وأوضح بلاغ صادر عن وزارة الداخلية صباح اليوم الجمعة، أن مصالح الأمن تمكنت من توقيف المشتبه فيه بعد عملية تفاوض دامت أكثر من ثلاثة عشر ساعة، وشاركت فيها أخصائية في علم النفس تابعة لولاية أمن الرباط. وأضاف المصدر أن مصالح الأمن نجحت في توقيف المشتبه فيه وتجريده من الأسلحة البيضاء التي كانت بحوزته، بعد عملية إنزال آمنة فوق سطح المنزل الذي كان يتحصن به، حيث مكنت الاحتياطات الأمنية المتخذة بتنسيق مع باقي السلطات المختصة من تفادي تسجيل أية إصابات جسدية سواء بالنسبة للمعني بالأمر أو لباقي المواطنين أو لعناصر الأمن التي باشرت التدخل. وأشار المصدر إلى أنه بعد إشعار النيابة العامة بتطورات هذه القضية، أعطت تعليماتها بإيداع المعني بالأمر بمستشفى الأمراض العقلية والعصبية لإخضاعه لخبرة طبية. وابتدأت القصة من ترحيل السلطات البريطانية التسولي إلى المغرب يوم الأربعاء المنصرم، بعدما قضى عقوبة سجنية بها من أجل قضية تتعلق بالإرهاب والتطرف. بعد عودة التسولي إلى بيت أسرته الكائن بحي ابن سينا بأكدال، تفاجأت أسرته حسب ما أكدت وسائل إعلامية من سلوك إبنها العنيف، حيث دخل معها في شجارات حادة بسبب سلوكات اعتبرها حراما، قبل أن يقدم على الهرب وإضرام النار في بيته، مما أثار خوف وهلع الجيران الذي هربوا إلى خارج العمارة خوفا من الاختناق. وتمكن التسولي البالغ من العمر حوالي ثلاثين سنة، من التسلل إلى أحدى بيوت الجيران، وبقي فيها، ومنذ الساعات الأولى ليوم أمس الخميس حاولت معه رجال معه وأسرته إقناعه بتسليم نفسه، إلا أنه رفض ذلك وهدد بالانتحار والاعتداء بسكين أبيض يحمله في يده على كل من يقترب منه، قبل أن تقتحم السلطات الأمنية العمارة التي يتواجد بها وإلقاء القبض عليه. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن وزير الداخلية المغربي محمد حصاد اتصل بنظيره البريطاني ليعبر له عن استياء السلطات المغربية على إثر طرد مواطن مغربي أدين من أجل الإرهاب في بريطانيا، والذي روع الرباط مباشرة بعد وصوله. وأشار البلاغ إلى أن السلطات البريطانية لم تقم بالإشعار بمدى خطورة هذا الشخص، وأصرت على أن يبقى طليقا، مهددا بذلك حياة الأشخاص.