"عيد شغل لا يحتفل به العمال".. شوارع رئيسية فارغة، ومنصات نقابية معدودة على رؤوس الأصابع، ومناوشات بين الأمن والمعطلين الذين خرجوا بدورهم في هذا اليوم.. هكذا كان فاتح ماي في العاصمة الرباط هذه السنة. مقاطعة كل من الاتحاد العام للشغالين، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل بتياريها الاثنين لاحتفالات عيد الشغل، ترك بصمة واضحة على الشارع، إذ لم يتعد عدد التجمعات النقابية عدد أصابع اليد الواحدة، وتركزت أغلب المنصات في شارع الحسن الثاني، أحد أكبر شوارع الرباط، لتكون قريبة من وجهة المسيرات العمالية، والتي لم تكن سوى شارع محمد الخامس حيث يوجد مبنى البرلمان. تقاطر المحتجين بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، إلا أن الحضور لم يتجاوز العشرات في أغلب المنصات، وسط استنفار أمني ملحوظ، وحضور مكثف لرجال الأمن بالزي المدني، إلى جانب العشرات من سيارات الشرطة والقوات المساعدة، التي تراصت على جنبات الأرصفة المحاذية للتجمعات النقابية. واستعانت المنظمة الديمقراطية للشغل، ODT، كعادتها بالعمال الأجانب لتعزيز صفوفها في هذه الاحتفالية، حيث تقدمت صفوف المسيرة التي أعقبت خطابات قيادييها في المنصة التي نصبت بساحة "باب الأحد"، أعداد من العاملات الفلبينيات والعمال المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، والذين طالبوا في كلماتهم ب"المساواة في الحقوق مع العمال المغاربة"، وذلك لكونهم "يشكلون بدورهم قيمة مضافة في المملكة". الاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية اختار نصب منصته في شارع الحسن الثاني في قلب العاصمة، وشرع مناضلوه في ترديد شعارات تحتج على من أسموهم ب"مقاومي الإصلاح"، معبرين في الوقت نفسه عن "امتعاضهم" من الاقتطاعات من أجور المضربين، حيث رددوا شعار "الإضراب حق مشروع والاقتطاع را هو ممنوع، الاحتجاج حق مشروع والمسؤول مالو مخلوع". علاوة على ذلك، عرفت شوارع الرباط حضور كل من الجامعة الشعبية للمأجورين، والكونفدرالية العامة للشغل، التي انشقت عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل المقاطعة لاحتفالات فاتح ماي، فيما احتج مجموعة من المعطلين المكفوفين في شارع محمد الخامس على طريقتهم بارتداء أكياس دقيق، بينما شنت مناوشات بين رجال الأمن والمعطلين، الذين خرجوا بدورهم للاحتجاج في عيد الشغل.