أبرزت مجموعة «أوكسفوررد بيزنس» البريطانية أن المغرب يعرف خصاصا مهولا في إنتاج العقار المخصص للطبقة المتوسطة، حيث سجلت الدراسة الأخيرة للمجموعة، أن الدولة تبحث عن استقطاب المنعشين العقاريين لخوض تجربة بناء الشقق المتوسطة، والتي تعرف خصاصا بالمغرب، بالإضافة إلى الشقق المنخفضة التكلفة، والتي تسجل عجزا يفوق 650 ألف مسكن، وتحاول الدولة تشجيع المنعشين لبناء 17 ألف سكن في السنة. المجموعة البريطانية، وفي تشخيصها لقطاع العقار بالمغرب، أظهرت أن سوق السكن الفاخر، سجل تراجعا كبيرا خلال السنة الماضية، وذلك بالنظر إلى التباطؤ الاقتصادي العالمي، وبخاصة أوروبا، بالإضافة إلى تداعيات أحداث الربيع العربي الذي زعزع ثقة المستثمرين في خوض غمار الاستثمار في القطاع العقاري. وإذا كان هامش الربح لدى المنعشين قد شهد انخفاضا كبيرا خلال سنة 2014، فإن الأسعار المنخفضة استطاعت رفع الطلب في السوق العقاري المغربي، الذي اعتبرته الدراسة مواتيا الآن للراغبين في اقنناء مسكن، مشيرة أن مبيعات الشقق سجلت نموا بما يقارب 17 في المائة، كما ارتفعت مبيعات العقارات التجارية بأكثر من 13 في المائة، بينما انخفضت مبيعات المنازل بنسبة 10 في المائة، وخلصت الدراسة أن السكن الاجتماعي كان المحرك الرئيسي لأنشطة قطاعات البناء والعقارات في السنوات الاخيرة. وبالنسبة إلى النشاط العقاري حسب المدن، أظهرت الدراسة، أن أسعار الشقق في مدينتي الدارالبيضاءوالرباط، اللتين تعتبران أهم الأسواق الرئيسية في العقارات السكنية بالمغرب، ارتفعت خلال سنة 2014 بنسبة 0.1٪ و0.5٪ على التوالي، وهذا الركود في الأسعار بالعاصمة الاقتصادية ساعد في رفع مبيعات الشقق بأكثر من 33 ٪، وهي أكبر زيادة بالنسبة إلى جميع الفئات التي سجلت خلال العام الماضي، أما في ما يخص الرباط، فقد اعتبرتها الدراسة أنها المدينة الوحيدة التي شهدت زيادة في الأسعار، وكذا في مبيعات الشقق خلال سنة 2014، وهو ما يدل على ارتفاع الطلب المستمر على العقار في عاصمة المملكة. تراجع الأسعار أدى، أيضا، إلى ارتفاع بنسبة 24.2٪ في مبيعات الشقق بمراكش، ولكن هذه النسبة لم تسجل سوى 1٪ بطنجة، التي شهدت تباطؤا طفيفا، خصوصا بعد النمو القوي الذي كان نتيجة تطور الأنشطة الصناعية بالمدينة خلال السنوات الأخيرة. ولم تقتصر الدراسة على أسعار العقار وارتباطها بإقبال المغاربة عليها، بل تعدتها إلى تبيان أوجه الاختلاف في أنشطة وأرباح المنعشين العقاريين المغاربة خلال السنة الماضية، حيث أشارت «أوكسفورد بيزنس»، أن الطلب المطرد على العقار بأسعار معقولة ساهم في تنويع الإيرادات لبعض المنعشين في البلاد، فمثلا استطاعت شركة «فضاءات السعادة» وبناءً على نتائج مالية قوية في 2014، من ضخ أزيد من 113 مليار سنتيم في خزينتها جراء ولوجها إلى بورصة الدارالبيضاء في أوائل دجنبر الماضي، حيث أعلنت الشركة المتخصصة في السكن الاجتماعي والمتوسط، عن زيادة 73٪ في مبيعاتها للنصف الأول من 2014. 2014، التي شهدت نجاح «فضاءات السعادة» في ولوج بوصة الدارالبيضاء، لم تكن سنة سهلة على المنعشين العقاريين الآخرين، وخاصة منهم مجموعتا «الضحى» و»أليانس» اللتان شهدتا تقهقرا في أسعار الأسهم المدرجة بسوق القيم، في 2014، وفي الربع الأول من 2015، بالإضافة إلى فتح تحقيق قضائي يخص عمليات فساد بالشركة العامة العقارية خلال شهر أكتوبر من السنة المنصرمة، والذي كان له تأثير كذلك على ثقة المستثمرين، تضيف الدراسة.