لفظت "حسناء أكرام" الطفلة الرياضية، التي كانت ضمن ركاب الحافلة، والتي احترقت في فاجعة طانطان، (لفظت) أنفاسها الأخيرة بالمستشفى الجامعي بمراكش، بعد أن فارقت الحياة، حوالي الساعة الثانية صباحا، وفي اتصال خصّت به " اليوم24″، قالت السيدة كلثوم والدة الفقيدة حسناء، اتصلت بي مرتين، مرة من وزنيقة، حيث قالت لي "ما هي الهدية التي تريدين؟، ثم اتصلت بي قُبيل الحادثة في الرابعة صباحا، وقالت لي لقد حققت نتائج إيجابية"، ووسط نحيب حاد قالت الأم الثكلى، "ابنتي كانت تريد أن تصبح بطلة، واليوم فقدتها، لذلك أطلب من الملك أن يعيد إلينا حقنا أنا ووالدها العجوز، كانت حسناء تتمرن كثيرا لكي ترفع رأسنا وتنتشلنا من الفقر واليوم، هي عند الله". ومن المستشفى الجامعي بمراكش تحدث إلى اليوم24″ شقيق الفقيدة، "عبد الكريم أكرام"، والذي ظل ملازما لحسناء منذ يوم الكارثة قائلا، إن حسناء توفيت متأثرة بالحروق الخطيرة التي أصيبت بها، والتي غطت أكثر من 80 في المائة من جسدها، وإنها لم تستفق أبدا، بل ظلت في غيبوبة إلى أن أسلمت الروح، مؤكدا، وهو يتحدث بنبرة بالغة التأثر، أن فريقا طبيا مكونا من عدد من الأخصائيين، ظل ساهرا حول الفقيدة طيلة الأيام الثلاثة الماضية، وصرح عبد الكريم أكرام، بذلك، وهو يستعد لتسلم جثمان حسناء وحمله في سيارة إسعاف خصصها المستشفى بناء على تعليمات ملكية، نحو مدينة العيون، حيث ستجد في استقبالها عائلتها وأصدقاءها وذويها وساكنة العيون التي تعيش حزنا ممتدا منذ يوم الجمعة الماضي. وتعد هذه أول رحلة لحسناء، التي كانت تدرس في المستوى السادس ابتدائي، للمشاركة في تظاهرة رياضية خارج مدينة العيون، وحسب تصريحات شقيقها، فإنها كانت تتحدث مع والدتها يوما قبل الحادث المؤلم، مخبرة إياها أنها حققت نتائج ايجابية. هذا، وبوفاة الطفلة "حسناء" يرتفع عدد ضحايا حادثة السير، التي وقعت صبيحة يوم الجمعة على مستوى جماعة الشبيكة بإقليم طانطان، إلى 34 قتيلا معظمهم أطفال. في المقابل أوضح البروفسور هشام نجمي، مدير مستشفى ابن طفيل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفتاة البالغة من العمر 12 سنة والمنحدرة من مدينة العيون، فارقت الحياة حوالي الساعة الواحدة والنصف من صباح اليوم متأثرة بحروق من الدرجة الثالثة أتت على حوالي 80 في المائة من جسدها. وأضاف البروفسور أن خطورة وعمق الحروق التي أصيبت بها الضحية عجلت بوفاتها، على الرغم من التدخلات الجراحية والمجهودات الكبيرة التي بذلتها الأطقم الطبية بالمستشفى لإنقاذ حياتها. وكانت حسناء نقلت عبر مروحية من مطار طانطان إلى غاية مراكش، مساء الجمعة الماضي، بعد أن نجت من الوفاة فورا، في الحادث المروع إلى جانب طفلين كانا قد غادرا قسم الإنعاش بالمستشفى ذاته، بعد تحسن حالتهما، فيما تم الاحتفاظ بحسناء التي كانت في وضع حرج.