اليوم24 تواصل المغربية لطيفة ابن زياتن، والدة الجندي عماد ابن زياتن، الذي قتل على يد محمد مراح، الجهادي الفرنسي من أصل جزائري، قبل ثلاث سنوات من الآن في تولوز، "معركتها" لإقناع الشباب في فرنسا بضرورة الإيمان بالسلم والسلام، بعيدا عن التعصب في الديانات. في لقاءها الأخير، مع طلبة مدرسة "ماريز-باستي"، تحدثت رئيسة جمعية "عماد بن زياتن للشباب والسلام"، حيث حياتها بعد وقبل وفاة ابنها البكر، فبعد أربعين يوما من الحداد، وبعد استجماع قواها، قررت الوالدة زيارة مكان وفاة ابنها "قلت لنفسي أن عماد ترك لي بالتأكيد رسالة..ربما ترك رسالة بخط يديه على الأرض قبل وفاته..لكنني لم أرى سوى آثار دماء"، تقول ابن زياتن. لحظة وصول لطيفة إلى مسرح الجريمة، سألت مجموعة من الشباب إن كان مكان وقوع الجريمة حيث تقف، لتكون إجابة أحدهم صادمة على حد تعبيرها:"محمد مراح بطل، هو شهيد الإسلام"، قبل أن ترد عليه ب :"الإسلام لا يقتل الأبرياء، بل دين سلام وتسامح"، عندها فقط عرفوا من تكون، واعتذروا لها. ولم تخف المتحدثة، أنها تتلقى بشكل دائم التشائم والتهديدات "المرأة التي ترتدي الحجاب وتتحدث عن العلمانية والجمهورية، لا ينظرون إليها بشكل طبيعي..لكن رغم كل شيء، لست خائفة ولم أستسلم في إيصال رسالة السلم والسلام". وجدير بالذكر، أنه في 11 مارس 2012، قام محمد مراح على متن دراجة نارية صغيرة بقتل شاب في تولوز بعد استدراجه إلى كمين. وفي 15 من الشهر نفسه، أطلق النار على ثلاثة جنود في مونتوبان على مسافة 50 كلم من تولوز، حيث قتل اثنين منهم فيما أصيب الثالث بجروح، كما قام بعد أربعة أيام بقتل أستاذ وثلاثة أطفال يهود في مدرسة عوزار هاتورا مستخدما سلاحا أوتوماتيكيا، قبل أن يحاصر داخل منزله ويقتل من طرف عناصر الأمن الفرنسيين.