بعد أزيد من سنة من «مجزرة» مدينتي تولوز ومونتوبان الفرنسيتين التي ذهب ضحيتها جنود فرنسيون من بينهم المظلي من أصل مغربي عماد بن زياتن وأستاذ وثلاث أطفال يهود في مدرسة، ما يزال طيف مقترفها الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح لا يفارق السلطات الأمنية الفرنسية إلى حدود اليوم. فقد أصدرت المحكمة الجنحية ببلدة «ڤيسول» بمنطقة «لا أوت ساون» بالشرق الفرنسي، أول أمس الاثنين، حمكا بالسجن سنتين حبسا، واحدة نافذة وأخرى مع وقف التنفيذ على لوسيان عبد المغفور، الشاب الفرنسي من أصل مغربي الذي لا يتجاوز عمره عشرون ربيعا والذي ادعى انه أحد أقرباء محمد مراح، الذي سبق ووصفته تقارير أمنية ب«الذئب المنفرد»، المعتنق للتطرف الاسلامي المبني على الخطاب المعادي لليهود، وتهديده بالهجوم على المدرسة اليهودية بتولوز أوهر تواره (عوزار هاتوراه سابقا). لم يتقبل لوسيان عبد الغفور هذا الشاب من أم مغربية، حكم المحكمة وتشبت ببراءته وولم يقبل اتهامه ب«التهديد المتكرر بالقتل، التي «اشتدت لانتمائه إلى الديانة الاسلام كون المهددين بالقتل يهود». يوم الاثنين قبل الماضي، وحوالي الساعة الثالثة إلا الربع بعد الزوال تلقت سكرتيرة بالمدرسة اليهودية بتولوز »أوهر تواره» (عوزار هاتوراه سابقا) مكالمة هاتفية، وحينما طلب من المتحدث تحديد موضوع مكالمته أجاب «أنا من أبناء عمومة محمد مراح وسآتي لأقتلكم».. ليكرر تهديده «على أية حال، سآتي لأقتلكم هذا المساء»، فأنهى المكالة. تحقيقات المصالح الأمنية الجهوية بمدينة تولوز بالجنوب الفرنسي ومصالح الدرك الفرنسي منطقة «لاأوت ساون» مكنت من تحديد مصدر المكالمة القادمة التي أجراها هذا الشاب عبر هاتف محمول من بيت والدته حيث يقيم ببلدة «كوربوناي» بالقرب من «سان لو سير سوموس» بالشرق الفرنسي. وكشفت التحقيقات أن هذا الشاب الحاصل على باكالوريا مهنية في الالكترونيك والطاقة السنة الماضية وبدون عمل الذي نفى كون صاحب الاتصال الهاتفي لا تجمعه أي قرابة بينه وبين محمد مراح، كما بينت التحقيقات أنه أصبح أكثر تدينا مؤخرا، وذلك بدا واضحا من كم الكتب الدينية التي عثر عليها خلال تفتيش منزل الوالدة وأيضا من خلال حرصه على أداء الصلاة بالمسجد، وكذلك انخراطه التدريجي في حركة الاسلام المتطرف على نقيض تام من والدته التي «لا تمارس شعائرها»، حسب النائب العام جان فرانسوا باريييتي في ندوة صحفية بقصر العدالة ب«ڤيسول» نهتية الاسبوع الماضي، الذي قال إنها فوجئت ب«انجراف ابنها».