بعد ثلاث سنوات على عملية قتل ثلاثة جنود من بينهم المغربي عماد بن زياتن، وخاخام وثلاثة أطفال يهود، على يد محمد مراح، الجهادي الفرنسي من أصل جزائري في مدينة تولوز الفرنسية، خرج الناجي الوحيد من عملية القتل، ولأول مرة عن صمته، ليتحدث عن تفاصيل الألم والعذاب الذي تعرض له منذ الحادث المسلح، الذي ألزمه الفراش، حيث أصبح مشلولا. وقال الجندي "Loïc Liber" في حوار مع يومية "La dépeche" اليوم الأحد، "أذكر أنني كنت رفقة أصدقائي بالقرب من جهاز الصراف الآلي في مونتوبان، فجأة توقف كل شيء، لم أكن أشعر بأي شيء، فقدت الوعي، واستيقظت على سرير في المستشفى، بعدها شرح لي الأطباء أنني تعرضت لإطلاق نار من الخلف على مستوى الظهر في النخاع الشوكي"، مضيفا:"المجرم مراح أطلق النار علي، ثم أطلق النار على رفيقاي اللذين توفيا.. أحسست لحظتها أنني ميت، لكنني لم أتمكن من رؤية وجهه". وفي أول خروج إعلامي له منذ الهجمات الإرهابية، قال الضحية إنه متشبث بالحياة "أستطيع اليوم تحريك رأسي والكتفين أيضا.. أحاول استرجاع صحتي شيئا فشيئا.. بعدها سيمكنني التفكير في حياتي الخاصة وتأسيس عائلة مع شريكتي، وإن كان ممكنا الانتقال للعيش في جزر جوادلوب". ولم يخف المتحدث ذاته، أن مجرد ذكر اسم "محمد مراح" يزعجه، "لقد دمر حياتي وكل مشاريعي". وجدير بالذكر، أنه في 11 مارس 2012، قام محمد مراح على متن دراجة نارية صغيرة بقتل شاب في تولوز بعد استدراجه إلى كمين. وفي 15 من الشهر نفسه، أطلق النار على ثلاثة جنود في مونتوبان على مسافة 50 كلم من تولوز، حيث قتل اثنين منهم فيما أصيب الثالث بجروح، كما قام بعد أربعة أيام بقتل أستاذ وثلاثة أطفال يهود في مدرسة عوزار هاتورا مستخدما سلاحا أوتوماتيكيا، قبل أن يحاصر داخل منزله ويقتل من طرف عناصر الأمن الفرنسيين. وفي موضوع متصل، ذكرت تقارير فرنسية، أن المصالح الأمنية الفرنسية، تحقق إن كان الطفل الذي ظهر في "فيديو" نشره "داعش" يقتل بالرصاص أسيرا إسرائيليا، من أقارب الفرنسي محمد مراح. وقال وزير الداخلية "برنار كازنوف"، في ماي الماضي، إنه من المحتمل أن سعاد، أخت مراح، سافرت إلى سوريا مع أطفالها.