حاورتها نادية الهاني { انتشرت موجة من الشباب الهواة الذين يغنون أغانيَ مغربية، واستطاعوا أن يحققوا شهرة سريعة. ما رأيك؟ أمر إيجابي أن يظهر فنانون شباب في الساحة الفنية الغنائية، يأخذون المشعل من الجيل السابق. لكن الأمر السلبي هو ما روجته العولمة والأنترنت الآن، ويتعلق الأمر بخلق الشهرة والانتشار السريعين في حين أن حفر اسم في الساحة الفنية يتطلب عملا كثيرا ومدة طويلة. وهذا الأمر من شأنه أن يؤذي هؤلاء الشباب لأن الشهرة السريعة سرعان ما تزول. { هل تستمعين إلى هذه الأغاني التي تروج حاليا؟ لا، أنا لا أفرض على نفسي الاستماع إلى غناء لم أترب عليه وليس من ذوقي. لحد الساعة مازلت أنصت لإبراهيم العلمي ولأم كلثوم ولفنانين وآخرين أطربوا ومازال يطربون. لكن، في المقابل، الأغاني التي تروج الآن أصبحت تفرضها وسائل الإعلام من راديو وتلفزيون على المستمع. المؤسف أنني اكتشفت من خلال زياراتي لمجموعة من الدول العربية أن هذه الموجة من الأغاني تنسب إلى الأغنية المغربية، في حين أن هذه الأخيرة لها لحنها وكلماتها المنتقاة مثل أغاني «ياك أ جرحي» و«مغيارة» و«ياداك الإنسان»… وغيرها. ما يحصل الآن هو أن الشركات الموجودة في الخليج تروج الأغاني المغربية الرائجة حاليا، وهي أغانٍ خفيفة لا تنتقي الكلمات بعناية، ويستطيع غناءها اللبناني والمصري… إذن، خلاصة القول أن الأغاني التي لقيت انتشارا في الآونة الأخيرة، سواء من طرف مغنين معروفين أو هواة، كلماتها لا تمثل الأغنية المغربية الأصيلة. أنا لست ضد المواهب الغنائية الشابة، لكن المطلوب من هؤلاء الشباب الحفاظ على روح الأغنية المغربية كلمة ولحنا، مع التغيير في التقنيات التي تتماشى مع ما هو موجود حاليا، حتى نعطي العالم منتوجا يعبر حقيقة عن الأغنية المغربية. { إذا اقترح عليك أحد هؤلاء الشباب الاشتغال معك في عمل مشترك، هل تقبلين؟ طبعا لا. ولجت الميدان الفني منذ ما يزيد على ثلاثين سنة، وقد تجاوزت عتبة البحث عن الشهرة، وهدفي الآن هو الحفاظ على المسار الذي رسمته لنفسي منذ البداية، وتنمية الأغنية المغربية الأصيلة. { إقبال الجمهور المغربي على أغانٍ وصفت كلماتها ب«المبتذلة»، هل هذا دليل على تراجع الذوق الفني للجمهور؟ هؤلاء الفنانون الذي يشتغلون بهذه الطريقة يطبقون مثل «خالف تعرف». إن انتشار الأغنية لا يعني بالضرورة نجاحها، فقد يكون الدافع هو حب الاستطلاع، خاصة مع انتشار استخدام العناوين «الرنانة» و«التجارية»، ما يدفع المستمع إلى الاطلاع على «يوتوب»، وبمجرد ضغطه على زر الاستماع يدخل ضمن أعداد المستمعين، وهذا أمر لا يعبر بالضرورة عن قيمة المنتوج الذي استمع إليه. المقياس الحقيقي لنجاح أي فنان ليس هو الأنترنت بل هو الشباك، أي عدد الجمهور الذي اقتنى التذاكر وكلف نفسه عناء التنقل، وخصص جزءا من وقته للاستماع إلى أغاني الفنان. { حسنا، لنناقش الموضوع من زاوية أخرى.. ما هو رأيك في الفنانين الخليجيين الذين يغنون باللهجة المغربية؟ هذا الأمر كان بمثابة حل، لأنه يعني أن الخليجين تجاوزوا عقدة الدارجة المغربية وأصبحوا يغنون بها، في حين أنهم في السابق كانوا يشتكون دائما صعوبة نطقها وفهمها، وهذا من شأنه أن يساهم في انتشار الأغنية والتعريف باللهجة الدارجة، لكن، كما قلت سابقا، هؤلاء الفنانون الخليجيون تبنوا وغنوا الأغنية المغربية الخفيفة وليس الأغنية المغربية الأصيلة. * مغنية مغربية