اعتبر العالم السوسيولوجي وأحد أعضاء لجنة عبد اللطيف المنوني التي قامت بصياغة دستور 2011، محمد الطوزي، أن حزب العدالة والتنمية أصبح تدريجيا حزبا محافظا أكثر منه حزب إسلامي. الطوزي، الذي شارك في ندوة معهد العالم العربي حول الدين والسياسة في المغرب، والتي نظمت الاسبوع الماضي، قال إن "ممارسة الفعل السياسي والاشتغال من موقع السلطة والتدبير جعلت الحزب يصبح محافظا رغم أنه يواصل الاشارة الى مرجعيته الدينية لأسباب انتخابية، لكن الفعل اليومي يكشف أن اتخاذ القرارات يتم على أسس سياسية وليس دينية". الطوزي قال إن المغرب ليس لا متفرّدا ولا استثنائيا، "بل يوجد في نفس وضعية كثير من الدول، لكن ما يميّزه هو المسار التاريخي في علاقة بالشأن الديني". وعرّج على مقارنة سريعة بين المغرب ودول الربيع العربي، معتبرا أن تونس بعد سنتين من التوافقات والمفاوضات، "نجحت لأول مرة في بلد إسلامي في طرح حل للعلاقة بين الدين والسياسة، من خلال إطار دستوري يقبل فكرة الدولة المدنية، بمعنى لائكية (séculier)". في المقابل قال الطوزي إن النقاشات التي تلت الربيع العربي في مصر حول الدولة اللائكية، كشفت أن الاخوان المسلمين لم يحسموا هذا النقاش، "وكانوا يضعون مفهوم الدولة المدنية في مقابل الدولة العسكرية ما يعبّر عن جهل بهذا المفهوم وبالتاريخ المصري نفسه". أما في المغرب، حسب الطوزي، "فلم نشهد هذا المخاض الصعب للتوافق بعد الربيع العربي، بل كان هناك نوع من الاستباق الذي يفسّره العمق التاريخي للبلاد وللملكية والذي جنّب اللجوء إلى رهان القوة الميداني، فالملك استبق بإعلان إصلاح دستوري سمح بمشاركة الاسلاميين بعد شهرين من الحراك وبعد تشكيل لجنة تقنية وليست سياسية".