قليلة الكلام والظهور، ونادرا ما كانت تلتقطها عدسات الكاميرا، وإن فعلت بدا جليا على وجهها الخجل والحياء. إنها خديجة المالكي، أرملة الراحل عبد السلام ياسين، مُؤسس جماعة العدل والإحسان ومرشدها العام، التي أسلمت الروح لباريها صباح اليوم الأربعاء. أصول صحراوية.. تنحدر خديجة المالكي، من أصول صحراوية، وبالضبط من قبيلة أولاد بن السبع التي تعود أصولها إلى الساقية الحمراء. إذ نزح أجدادها إلى بادية نواحي مدينة شيشاوة منذ بضع قرون، والتي فيها كان مسقط رأسها، وعاشت فيها حتى سن الخامسة، قبل أن تنتقل للعيش مع العائلة في مدينة الرباط وتحديدا بحي المدينة القديمة. "الفقيرة" الشابة.. التحقت خديجة المالكي، بالزاوية البودشيشية وهي في سن الخامسة عشر، بعدما تعرفت على صديقة لها تُدعى "عفيفة أرسلان"، التي كانت ترافقها باستمرار إلى منزل جارة لهما كان أخوها أحد "مقدمي" الطريقة في الرباط، إذ كان يعطي الوِرد للملتحقين الجدد بالطريقة البودشيشية، التي كان شيخها آنذاك هو الشيخ العباس البودشيشي رحمه الله. زواج من "خديم" الشيخ.. تحكي خديجة المالكي، في حوارها الصحافي الوحيد الذي أجراه معها موقع "أخوات الآخرة"، أن أول لقاء لها بشيخ الطريقة البودشيشية، الشيخ العباس، كان بمنزل عبد السلام ياسين، مُشيرة إلى أنه في أول زيارة لها للزاوية في مداغ جلست رفقة والدته الحاجة رُقية مع الشيخ العباس الذي قال لهما "عبد السلام عزيز عليا قبالة قبالة" وهو ما يعني في لغة أهل وجدة أنه يحبه كثيرا كثيرا. وأوضحت خديجة المالكي في نفس الحوار أنها كانت تلتقي "فقيرات" الزاوية في منزل صديقتها "لالة عفيفة" كُل أسبوع، مُضيفة أنه في يوم من الأيام حضرت اللقاء أم عبد السلام ياسين، وهو اللقاء الذي أعقبه مجيئها لمنزل خديجة لخطبتها من أهلها. لحاق ب"الحبيب".. بعد مرور سنتين على وفاة زوجها، عبد السلام ياسين، المرشد العام لجماعة العدل والإحسان، وافت المنية خديجة المالكي، زوال اليوم الأربعاء بالرباط. ويُذكر أن جماعة العدل والإحسان كانت عند وفاة عبد السلام ياسين، قد طلبت من السلطات تخصيص حيز بالقرب من قبر المرشد العام لزوجته بناء على طلب منها، إلا أن هذه السلطات رفضت ذلك.