في أول خروج إعلامي لها، أجرت خديجة المالكي الشافعي السباعي، أرملة الراحل عبد السلام ياسين، المرشد السابق لجماعة العدل والإحسان، حوارا صحافيا مع موقع «أخوات الآخرة» التابع للجماعة. وكشفت خديجة المالكي، لأول مرة، عن تفاصيل التحاقها بالزاوية البوتشيشية، وكذا لقائها الأول بالشيخ عبد السلام ياسين وكيف قضت معه سنوات الزواج، بالإضافة إلى بعض الأحداث التي تلت رسالة «الإسلام أو الطوفان»، التي وجهها زوجها إلى الملك الراحل الحسن الثاني. وقالت أرملة عبد السلام ياسين، إنها تتحدر من قبيلة أولاد بن السبع المتحدرة من الساقية الحمراء، وقد نزح أجدادها إلى بادية بنواحي مدينة شيشاوة منذ بضعة قرون، وفيها كان مسقط رأسها وترعرعت بها حتى سن الخامسة، وبعدها انتقلت للعيش مع العائلة في مدينة الرباط وتحديدا «المدينة القديمة»، وهناك درست في مدارس محمد الخامس، والتقت في الفصل بصديقة صارت أختا لها لحد الآن، وهي «للا عفيفة أرسلان»، التي دلتها على سيدي الحاج العباس وشوقتها كثيرا لرؤيته وأخبرتها أنه لا بد لها من صاحب تصحبه في طريقها إلى الله عز وجل. وأضافت خديجة المالكي أنها كانت تذهب مع للا عفيفة إلى جارة لها كان أخوها «سيدي إبراهيم الهلالي» «مقدما» في الطريقة، وكان يعطي الوِرد للملتحقين بطريقة سيدي العباس، وقد كان رجلا مباركا يحدث عن الشيخ ويذكر دائما بالآخرة ويحث على ذكر الله وعلى طلب وجهه عز وجل، وهو من أعطاها الورد لتلتحق رسميا بالطريقة قبل أن ترى سيدي العباس في الخامسة عشر من عمرها. وعن لقائها الأول بعبد السلام ياسين، قالت المالكي إن سيدي العباس بشرها ب«خبزة كبيرة»، وبعد ذلك بأيام قليلة كانت تجتمع رفقة بعض «الفقيرات» في منزل «للا عفيفة» كل أسبوع، لذكر الله، وحضرت معها والدة عبد السلام ياسين «للا رقية»، وبعد ذلك جاءت الراحلة إلى منزلها لخطبتها وتمت موافقة الأهل. وذكرت المالكي، في حوارها تفاصيل مثيرة عن الأيام التي تلت رسالة «الإسلام أو الطوفان»، قائلة: «لقد علق بذاكرتي مشهد وكأنه البارحة حين كتب سيدي عبد السلام رسالة الإسلام أو الطوفان، وكنا جالسين في البيت، فإذا بمجموعة من الشرطة يفوقون العشرة يقتحمون علينا البيت، فقام سيدي عبد السلام غير هياب ولا وجل وتوضأ وصلى ركعتين وقرأ القرآن بصوت مرتفع، فبدأ بعض البوليس يرتعشون، وهو جالس في سكينة وهدوء». كما أكدت أرملة عبد السلام ياسين أن أيام الحصار كانت صعبة للغاية، حيث منعت حتى أمها من زيارتها، كما منعت ابنتها نادية لفترة من دخول المنزل. وحرم الأبناء من حقهم الطبيعي في الخروج مع والدهم. وحكت الأرملة كيف كان يقضي الراحل عبد السلام يومه، قائلة: «كان ينام بعد صلاة العشاء ويقوم ثلاث ساعات ونصف قبل صلاة الصبح ليقوم الليل ويذكر الله تعالى ويقرأ القرآن الكريم، وينام بعد الشروق ويستيقظ ساعتين قبل صلاة الظهر، يتوضأ ويصلي ثم يخرج للمشي على سطح المنزل أو في الحديقة حتى الثانية عشرة ظهرا، يصلي بعدها ويتغذى، إن لم يكن صائما، وكان كثير الصيام، حيث صام العامين اللذين اعتقل فيهما مجلس الإرشاد، وكان يصوم الاثنين والخميس والأيام البيض وشعبان وكل مواسم الخير، بعد الغذاء كان يقرأ كتبا متنوعة أو يكتب، وبعد صلاة العصر يستقبل الزوار ويخصص لنا وقتا في حديقة المنزل إلى صلاة المغرب، وحين يسمع الآذان يلبي نداء الله فورا، وبعد الصلاة قد يستقبل أبناءه في مكتبه أو ينزل إليهم حتى صلاة العشاء، والحمد لله كنا نصلي معه جميع الصلوات ما عدا التي يصليها مع زائريه من الإخوان».