قال الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، المنسق البيداغوجي للماستر السياسي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن استطلاعات الرأي ظاهرة جديدة في المغرب، مؤكدا أنه على المؤسسات المكلفة بها الحرص على كشف مدى مصداقيتها واستقلاليتها، حتى لا نسقط في استطلاعات تدفع المجتمع نحو هذا الاتجاه أو ذاك. وفي قراءة للاستطلاع الأخير الذي كشفه موقع "أفرتي"، الذي أكد أن 62 في المائة يثقون في رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، وأن محمد الوفا الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة أكثر وزرائه "شهرة". وقال العلالي في حوار مع "اليوم24″ إن نوعية الخطاب الذي يعتمده كل من الوفا وابن كيران والمعروفان بمزج واستعمال تمثلات من التراث الشعبي المغربي، واستعمال مصطلحات قريبة من المجتمع، تجعلهما قريبان من الناس. - كشف استطلاع للرأي أنجزه موقع "أفرتي"، أن أكثر من نصف المغاربة يثقون في رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، وذلك على الرغم من القرارات التي أخذها على امتداد ثلاث سنوات منذ توليه رئاسة الحكومة، التي اعتبرها الكثيرون تضرب في القدرة الشرائية للمواطن. بماذا يمكن تفسير ذلك؟ أولا، لا بد من تأكيد أن استطلاعات الرأي العام ظاهرة جديدة في المغرب، وأنها تعبر عن بعض الاتجاهات الخاصة بالرأي العام، إذ إن المغرب لم يكن يعتمد عليها، وهي تجارب يمكن القول إنها جديدة في الحقل السياسي التواصلي المغربي، وستظهر على نحو أقوى من فاعلين متعددين كلما اقتربنا من موعد الانتخابات. ما يجب التشديد عليه فيما يخص ارتفاع شعبية رئيس الحكومة، هو أن نتائج استطلاعات الرأي ليست مؤكدة مائة في المائة، بل يجب الاحتراس من نتائجها لأنها تعبر عن اتجاهات بحسب ظرفيات سياسية واجتماعية واقتصادية معينة، وأيضا رهينة بالوسائل التي أجريت بها، وليست ثابتة وذات إطلاقية، بل هي قابلة للتأكيد وللتغيير بين عشية وضحاها، فالتجربة العالمية أوضحت أن عددا من استطلاعات الرأي التي أجريت في بعض الفترات كالانتخابات الرئاسية وغيرها كانت تشير إلى اتجاه، لكن بعد إجراء الانتخابات بينت اتجاها معاكسا جدا. لا يمكن القطع نهائيا أن النتائج التي جاءت في الاستطلاع لا تمثل جزءا من الرأي العام السائد. - مع اقتراب الانتخابات، عبر 51 في المائة من المشاركين في الاستطلاع نفسه عن ثقتهم في الحقل السياسي المغربي، هل يمكن أن تؤثر النتائج بشكل إيجابي على الانتخابات المقبلة؟ من الضروري الرجوع إلى العينة التي استهدفها الاستطلاع، والمعايير المعتمدة والتقنيات، لأنها تحدد إلى حد كبير مدى مصداقية النتائج وأخطر ما في استطلاعات الرأي أنها تهدف إلى التأثير على الناخبين أو الجزء المحايد منهم. الإيجابي في الموضوع، هو أن تصبح استطلاعات الرأي، تدخل في إطار العمل السياسي والتواصل السياسي، حتى يستطيع السياسيون أخذ القرارات الصائبة بأخذ بعين الاعتبار الاتجاهات الأساسية للرأي العام. وإذا كانت هذه النتائج تعبر عن اتجاه لجزء مهم من الرأي العام، فإن الطرف الآخر أمام مهمة صعبة لتعديل الأمور. - أكثر الوزراء شعبية في حكومة عبد الإله ابن كيران، هو محمد الوفا الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة.. كيف يمكن شرح هذه الشعبية؟ الخطاب الذي يعتمده كل من الوفا وابن كيران، المعروفان بمزج واستعمال تمثلات من التراث الشعبي المغربي، واستعمال مصطلحات قريبة من المجتمع، تجعلهما قريبان من المجتمع ومعالجة الكثير من القضايا بنوع من الواقعية أكثر من الشعارات. وربما أن أرضية المجتمع هي أرضية مساعدة لهذا الخطاب. - في الاستطلاع نفسه، جاء كل من اسم إدريس لشكر وحميد شباط في المراتب الأخيرة، كأكثر الأسماء "شهرة" في المعارضة، رغم أنهما زعماء أشهر الأحزاب المعارضة.. أعيد تأكيد أن نتائج الاستطلاع تبقى نسبية، في ظرفية زمنية معينة، حيث يمكن أن تجرى استطلاعات رأي أخرى خلال الفترة نفسها مع نتائج معاكسة جدا، أو تعبر عن بعض الحقائق التي يصعب تقبلها أحيانا. نحن، المجتمع المغربي، لا نزال في بداية التعامل مع استطلاعات الرأي، وعلى المؤسسات المكلفة بها كشف مدى مصداقيتها واستقلاليتها، حتى لا نسقط في استطلاعات غير موضوعية، تدفع المجتمع نحو هذا الاتجاه أو ذاك، وتتحول إلى آلية للدعاية والإشهار السياسي.
محمد الوفا * من مواليد 1948 بمدينة مراكش. * حاصل على دبلوم السلك الثالث بمعهد التنمية الاقتصادية بباريس. * انتخب نائبا برلمانيا عن حزب الاستقلال بين 1977 و1997. * تم توقيفه من حزب الميزان بعد خروج شباط من الحكومة في يوليوز 2013. * يشغل منصب الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة. المزيد من المعلومات ادريس لشكر * من مواليد سنة 1954 بالرباط * محامي بهيئة الرباط منذ سنة 1982 * وزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان سنة . 2010 * الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المزيد من المعلومات حميد شباط * من مواليد 1953 * عمدة مدينة فاس * أمين عام حزب الاستقلال المزيد من المعلومات