كشفت وزارة الصحة عن أرقام صادمة تؤكد تنامي نسبة التلاميذ المتعاطين للتدخين والكحول داخل المؤسسات التعليمة. واستنادا إلى نتائج الدراسة التي تم عرض خلاصاتها، فإن نسبة عالية من الطلبة والتلاميذ ذكورا وإناثا يدخنون ويتعاطون المخدرات ولا يمارسون أي نشاط بدني، كما أن عددا كبيرا من هؤلاء الشباب يعانون من اضطرابات نفسية حادة قد تفضي بهم أحيانا إلى الانتحار، أو ارتكاب العنف داخل المؤسسات الدراسية أو خارجها. وحسب نجاة غربي، رئيسة مديرية السكان بوزارة الصحة، فإن 15.5 من تلاميذ المدارس يتعاطون للتدخين، مشيرة إلى أن أعمارهم تتراوح ما بين 13 و15 عاما فقط. وأضافت نجاة الغربي، التي عرضت أمام وسائل الإعلام معطيات دراسة جديدة أنجزتها وزارة الصحة حول الصحة المدرسية لدى فئتين الشباب والأطفال، بأن نسبة الشباب الذين يستهلكون المشروبات الكحولية تصل إلى 8 في المائة بالنسبة إلى الذكور، و3.5 في المائة بالنسبة إلى الإناث، فيما تصل نسبة الشباب الذي يتعاطى للمخدرات داخل المؤسسات التعليمية إلى 3 في المائة. وأكدت رئيسة مديرية السكان نفسها، أن التدخين يبقى أبرز المشاكل التي تهدد صحة التلاميذ داخل مؤسساتهم التعليمية، حيث تبين نسبة 15 في المائة، من التلاميذ الذين يتعاطون للتدخين أننا «أمام معضلة حقيقية». وإلى جانب التدخين، أشارت ممثلة وزارة الصحة إلى أن التلاميذ والشباب يعانون مشاكل صحية أخرى لا تقل ضررا عن التدخين، وهي ترتبط أساسا بسلوكات غير سوية تهدد صحة هذه الفئة العمرية، سواء تعلق الأمر بالإناث أو الذكور. وفي الوقت الذي تناهز نسبة الذكور المتعاطين للكحول والمخدرات 8 في المائة، والإناث 4 في المائة، تجاوزت نسبة الشباب المصابين بأمراض نفسية وعصبية 14 في المائة، ونسبة عالية ممن يتلقون تعليمهم في الجامعات يدخنون ويتعاطون المخدرات. وحسب نتائج الدراسة دائما، فإن 50 في المائة من شباب المدارس لا يمارسون أي نشاط رياضي، و50 في المائة منهم يعانون من أمراض الأسنان. وعزا مختصون هذه الوضعية الصحية والنفسية القاتمة لقطاع عريض من التلاميذ والطلبة بالمغرب إلى تداخل عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية أيضا، من قبيل التفكك الأسري، وغياب الحوار داخل الأسرة، وإرهاق الطلبة، فضلا عن انحراف المجتمع المغربي بشكل عام نحو العنف.