نبهت وزارة الصحة إلى مجموعة من السلوكات المحفوفة بالمخاطر المنتشرة في صفوف التلاميذ والطلبة، انطلاقا من دراسة ميدانية أنجزتها بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، التي كشفت أن 15,5 في المائة، يتعاطون التدخين، و8 في المائة، يستهلكون المشروبات الكحولية، ضمنها 3,5 في المائة بالنسبة إلى الإناث، كما أن 3 في المائة يستهلكون المخدرات، و50 في المائة لا يمارسون أي نشاط بدني. وأوضح خالد لحلو، مدير مديرية السكان، أن العدد الإجمالي للتلاميذ والطلبة والشباب بصفة عامة، يبلغ عشرة ملايين بالمغرب، وأن الكثير من هذه الفئة يعانون اضطرابات نفسية حادة. وذكر لحلو، في ورشة نظمتها وزارة الصحة، أمس الثلاثاء بالرباط، حول صحة الشباب والمراهقين، أنه للوقاية والحد من هذه الظواهر، وضعت وزارة الصحة، بمعية جميع الشركاء والمتدخلين استراتيجية وطنية في مجال الصحة المدرسية والجامعية والشباب، ترتكز على عدد من المحاور والإجراءات، التي من شأنها ترسيخ الوعي والنهوض بصحة هذه الشريحة، مشيرا إلى أن هذه الاستراتجية تتمحور حول تعزيز إطار التعاون بين مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية المعنية للاستجابة لحاجيات المتمدرسين والشباب، وتحسين المجال الصحي للمؤسسة التعليمية، وتعزيز الأنشطة الوقائية، والتربوية والفحوصات الطبية وخدمات الإنصات، وإشراك الشباب وحثهم على تبني سلوكات آمنة ومسؤولة في المجال الصحي، ودعم التتبع والتقييم، وكذا البحوث في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب. ولتفعيل هذه الإستراتجية يضيف لحلو، اتخذت الوزارة بتعاون مع شركائها عددا من الإجراءات والتدابير، ذكر منها خلق فضاءات الصحة للشباب بعدد من العمالات والأقاليم، واقتناء أجهزة طبية وتقنية متطورة جدا للفحوصات الطبية الخاصة بالعالم القروي والمناطق النائية، فضلا عن إحداث لجنة وطنية بين قطاعية، مكلفة بالتنسيق والتتبع بكل الإجراءات، التي تتخذها كل القطاعات الحكومية المعنية بصحة التلاميذ والطلبة والشباب. وأوضح لحلو أن التدابير التي أسفرت عنها أشغال هذه اللجنة تمثلت في تحيين الاتفاقية التي أبرمت سنة 2003، بين قطاعات الصحة، والتربية الوطنية، والداخلية، لجعلها أكثر نجاعة واستجابة لحاجيات التلاميذ والطلبة في المجال الصحي والوقائي، التي تعزز الإطار التشاركي بين القطاعات المعنية، والذي كلل أخيرا بتوقيع برنامج عمل بين قطاعي، للأربع سنوات المقبلة. من جهتها أكدت نجاة غبري، رئيسة قسم الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة، أن الأرقام المتوفرة تفيد أن فئة التلاميذ والطلبة والشباب، بحاجة ماسة إلى عناية صحية ووقائية نتيجة بعض الظواهر والسلوكات السلبية التي أصبحت منتشرة بينهم، والتي تؤثر على سلامتهم الصحية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أغلب هذه الفئة تعاني اضطرابات نفسية ومشاكل صحية، حيث إن 50 في المائة، يعانون أمراض الفم والأسنان، و39 في المائة يعانون الأمراض المعدية، و7 في المائة يعانون ضعفا في حاسة البصر. وأبرزت غبري أن استراتيجية الوزارة حول الصحة المدرسية والجامعية في أفق 2020، تتوخى حماية وتعزيز صحة التلاميذ والطلبة خلال مسارهم الدراسي من خلال المساهمة في تقليص نسبة السلوكات، المحفوفة بالمخاطر لدى الشباب بنسبة 50 في المائة، خصوصا في ما يتعلق بالتدخين والمخدرات والمساهمة في رفع نسبة مزاولة النشاط البدني عند الشباب إلى 80 في المائة، ورفع نسبة استعمال الشباب للمصالح الصحية إلى 95 في المائة، وتقليص نسبة انتشار تسوس الأسنان ب40 في المائة، بالنسبة للأطفال في سن الثانية عشرة، وضمان تصحيح البصر لدى جميع حالات ضعف البصر، حيث أكدت غبري أن وزارة الصحة عازمة على تنظيم حمالات تحسيسية وتوعوية داخل المؤسسات التعليمية والجامعية، من أجل تحقيق النتائج المرجوة.